فيما لم تنجح تونس في تكثيف الاستثمارات فيها أو في تحسين الانتقال الطاقي: عودة الاستثمارات العالمية في الوقود الاحفوري للاستجابة إلى ارتفاع الطلب والحاجة إلى الأمن الطاقي

في الوقت الذي تسعى فيه دول العالم الى تحول طاقي اكثر استجابة لحماية البيئة والمستهلك خاصة بعد تقلبات الأسعار مازالت الاستثمارات الموجهة

الى الوقود الاحفوري في صعود خاصة في ظل مناخ عالمي متقلب لا يسمح بالمغامرة والتخلي الفجئي عن المصادر التقليدية للمحروقات في المقابل تشهد تونس تراجعا في الاستثمارات على عكس بقية دول العالم.
قالت كل من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ووكالة الطاقة الدولية إن الدعم الموجه الى الوقود الاحفوري في 51 دولة بلغ في 2021 نحو 697 مليار دولار مقابل 362 مليار دولار في 2020 في علاقة بارتفاع أسعار الطاقة المرتبط بتعافي الاقتصاد بعد كوفيد 19. كما سلّط انتعاش الطلب على الطاقة بعد جائحة فيروس كورونا الضوء على نقاط الضعف في التحوّل إلى الطاقة المتجددة، مع تضاؤل قدرة النفط والغاز التي تسببت في ارتفاع الأسعار ولهذا يوجه المستثمرون أسهمهم إلى الوقود الاحفوري نظرا لارتفاع الطلي خاصة في البلدان الاوروبية التي تعاني من نقص إمدادات الغاز الروسي ومع اقتراب فصل الشتاء تزداد الضغوط وعدم قدرة مصادر الطاقة المتجددة على تلبية الطلب المتزايد فان الحل يكمن في المصادر التقليدية.
وعلى عكس التوجهات في العالم سواء بالنسبة الى تدعيم الاستثمارات في الوقود الاحفوري او تعزيز الانتقال الطاقي مازالت تونس بعيدة عن النسق العالمي فبالنسبة الى الاستكشاف في المحروقات وبعد ان

إشترك في النسخة الرقمية للمغرب

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

وكانت الآمال معلقة على ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية لتحسن الاستثمارات البترولية خاصة في البلدان التي لا تتميز بكثافة الإنتاج على غرار تونس إلا أنه وفي نهاية السداسي الأول بلغت أنشطة الاستكشاف حجم 98 مليون دولار مقابل 94.46 مليون دولار خلال الثلاثي الأول من العام الجاري اي بنسبة تطور بـ 3.7 %. وكان العام 2021 قد انتهى بحجم استثمار بـ 23 مليار دولار بانخفاض بـ 28 % مقارنة 2020 تأثرا بتداعيات الأزمة الصحية الناجمة عن انتشار كوفيد 19.
وفي نهاية السداسي الاول من العام الجاري وبلغ عدد الرخص عند مستوى 19 رخصة 12 منها للبحث و7 رخص للاستكشاف.
وتستهدف تونس رفع المساهمة في إنتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة بنسبة 30 % بحلول 2030
في حين مازالت النسبة أقل من 5 % وتسعى تونس الى ان تبلغ النسبة نهاية هذا العام 17 %.

ان مسايرة الظرف العالمي يُلزم الدول بضرورة الاستجابة الى الطلب الاستهلاكي سواءا الفردي او المؤسساتي باي ثمن ولهذا فان العودة التي مازالت غير مؤكدة ان كانت قصيرة او طويلة للاستثمار في الوقود الاحفوري يجعل من المخطط المتعلق بالتخلي التدريجي عن مصادر التقليدية للطاقة يترنح في انتظار هدوء الاسعار والتوترات.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115