طريق 2030 يمر حتما عبرها: ضرورة نزع الجبة السياسية الدعائية عن الانتقال الطاقي والإصغاء إلى الباحثين المخترعين في الطاقات المتجددة

التنقل الأكل والشرب والسكن والتدفئة واللباس أو حرب الاستمرار في الوجود تطرح بقوة في الأزمات وكان لهذا العام الامتياز من خلال التذكير

بأن المعركة قد احتدت اكثر فالنقص في امدادات الطاقة والغذاء آثار الفزع في كل العالم وأحيا بقوة مسألة الانتقال الطاقي وضمان حسن العيش دون حصول مآسي بشرية. ولهذا فإن مخطط التحول الطاقي والاستغناء التدريجي على مصادر الطاقة التقليدية يصبح أولوية في هذه المرحلة في كل العالم وفي تونس. وقد ارتبطت الثورات الصناعية بالاكتشافات والاختراعات التي أدت إلى انقسام العالم إلى طبقات من عالم متقدم وآخر متخلف وبينهما نجحت عديد الدول في الاقتراب من التطور والتقدم بتوفير كل الظروف المساعدة على ذلك وتعويلها على العلم باعتباره الشعار الأبرز لها.
وتجدد كل دول العالم ثقتها في رصيدها البشري من المخترعين والعلماء لأجل إرساء رفاهية لشعوبها بتقنيات حديثة تتماشى مع الظرف العالمي والتغيرات المرتبطة به. ولهذا وفي سباق تونس لبلوغ أمن طاقي واستقلالية طاقية تغنيها على متاعب عديدة وتوفر للأجيال القادمة الرفاهية تطرح مسألة البحث العلمي والإيمان به في مجال الطاقة البديلة بمختلف مصادرها واستعملاتها. في 2030 حيث رُسم له هدف بلوغ 30 % من إنتاج الكهرباء عن طريق الطاقات المتجددة في حين وقبل أقل من 8 سنوات عن الموعد المنتظر مازالت النسبة أقل من 5 % يزيد من غموض المرحلة القادمة وأين ستكون تونس في تصنيف الدول.
غياب ثقافة مجتمعية للخلق والابداع تطرح عديد الدول إشكالية توفر الرصيد البشري للانتقال الطاقي وهو ما يحيل إلى واقع توفرها في سوق الشغل التونسية في هذا السياق يؤكد انيس عويني لجريدة « المغرب» مخترع تونسي ان الخبرات والرصيد البشري الكفاءات متوفر ة في تونس فالدولة التونسية استثمرت في التعليم ليصبح لديها بنية تحتية لا يستهان بها أي استراتيجية مشيرا إلى أن نجاح اي دولة في كل المجالات لا بد أن يبنى على الإرادة. لافتا إلى ان صنع القرار ليس مقتنعا بضرورة انتقال طاقي منتقدا مواصلة السلطات التونسية تعويلها على المدرسة القديمة اين يتشبث اصحابها بأن النفط هو أساس الطاقة ولا توجد طاقة أخرى تنافسه وان هذه العقليات فوتت على تونس نحو 40 سنة من الانتقال الطاقي. فتونس اليوم في الدول الثلاثين الأخيرة التي تتيح قائمة الانتقال الطاقي.
وبين العويني انه مقارنة بدول أخرى حيث يصعب التمشي ومسار توفير الطاقات البديلة وتعويض الطاقات التقليدية فإن القرار في تونس أسهل بكثير. ويطرح العويني تساؤل لماذا الدول المتقدمة قادرة على الخلق والابداع في حين تفتقد الدول النامية لذلك يجيب بأن الأشكال ليس المتعارف عليه والمرتكز على تعليم متطور و ثانيا بنية تحتية للبحث العلمي المتطور وثالثا الموارد مالية اللازمة لتغطية حاجيات البحث العلمي، مثلا الإمارات تعليمها متطور وبحث علمي متطور وموارد مالية كبرى ولم تنجح في إرساء انتقال طاقي ناجح ليجيب بأن ما ينقص هو الثقافة المجتمعية للخلق والإبداع. تؤكد وزارة الصناعة والطاقة والمناجم على أن مساهمة الطاقات المتجددة في المزيج الطاقي سيرتفع من 4.4 % في 2021 إلى 17 % في 2022 على أن يرتفع في العام المقبل إلى 19 % اي ان هذا العام هو عام القفزة بالنسبة إلى تونس وهو مشروع مبالغ في تفاؤله أمام النتائج المعلن عنها.
ومن شأن إنجاح المرور إلى مخطط طاقي جديد أن يخفف الأعباء على المالية العمومية وحجم الدعم الموجه إلى الطاقة وإيقاف استنزاف العملة الصعبة الموجهة إلى المشتريات بعنوان الواردات. كما أن التزام تونس بالاتفاقيات الدولة المتعلقة بالمناخ يلزمها بالانقراض فيها اذ تجمع المؤسسات المالية الدولية أن التغير المناخي والأزمات الطارئة تعيد بقوة التفكير في الطاقات المتجددة لعالم أكثر استقرار.
ماتعانيه تونس هو نقص التمويل بشتى أنواعه لهذا تعد الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص منفذ لأجل خططها للعام 2030 أين ستكون دول العالم قد بلغت أشواطا في سياساتها الطاقية وغطت جزء من احتياجاتها بعيدا عن المصادر التقليدية المعرضة للتقلبات بمختلف جوانبها والمؤثرة في البيئة سلبا.
عائدة بن حسن أساتذة بمركز بحوث وتكنولوجيا الطاقة لـ«المغرب»:
استخدام البحوث من قبل الصناعيين غير كاف
• ما مدى تقدم البحث العلمي في مجال الطاقات جديدة؟
تم تطوير البحث العلمي في قطاع الطاقة المتجددة بشكل كبير في تونس من خلال الهياكل البحثية التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي. ومن بين هذه الهياكل هناك مركز أبحاث الطاقة والتكنولوجيا ، وهو هيكل بحث وتطوير ، وتتمثل مهمته في دعم تطوير النسيج الصناعي الوطني في مجال الطاقة ، والاستجابة للطلبات المختلفة للخبرات الكامنة في الطاقات المتجددة وجعل البحث والتطوير محركًا للنمو. منذ إنشائه في عام 2005 ، بذل المركز جهودًا بحثية وتطويرية حقيقية حول إمكانات الطاقة المتجددة في تونس وحول الفرص والتطورات التكنولوجية المتعلقة بمختلف أشكال الطاقات المتجددة ، وهي: الطاقة الشمسية الكهروضوئية مع البحث عن مواد أشباه الموصلات ، وتصنيع الخلايا والألواح الكهروضوئية وغيرها على غرار الطاقة الحرارية الشمسية مع العمل البحثي على التسخين الشمسي للمياه الصحية ، والتجفيف الشمسي ، والنجاعة الطاقية في المباني ، والبيوت الزراعية المحمية، تحلية المياه بالطاقة الشمسية طاقة الرياح طاقة الكتلة الحيوية وانتاج الطاقة من النفايات. إنتاج الهيدروجين. وكانت تونس قد حددت هدفًا للوصول إلى 30 ٪ من مصادر الطاقة المتجددة في انتاح الكهرباء بحلول عام 2030 وأن هياكل البحث والتطوير في تونس ، و مركز بحوث وتكنولوجيا الطاقة على وجه الخصوص ، يعمل على تحقيق هذا الهدف.
• هل يتم تبني بعض المشاريع من الصناعيين؟ وهل يوجد ايمان راسخ بأهمية هذا المجال البحثي الأكاديمي؟
حقق مركز بحوث وتكنولوجيا الطاقة العديد من النتائج العلمية الهامة في مختلف المجالات الطاقية ، ولكن استخدام نتائج البحث هذه داخل المؤسسات الصناعية والجهات الفاعلة الاجتماعية والاقتصادية ما زال غير كافٍ ويستحق التعزيز.
وإدراكًا لأهمية البحث العلمي في مجال الطاقات المتجددة كمحرك للتنمية الاقتصادية ، يهدف مركز بحوث وتكنولوجيا الطاقة من خلال وحدتها المتخصصة في النقل التكنولوجي وهندسة المشاريع إلى تحسين اتصال هياكل مركز بحوث وتكنولوجيا الطاقة بالبيئة الاقتصادية والاجتماعية ووضع سياسة تثمين نتائج البحوث المنجزة من أجل مساهمة أكثر في تحسين القدرة التنافسية الصناعية على المستوى الوطني والدولي.
مازالت الموارد المالية المخصصة لتنفيذ الاعمال البحثية غير كافية لتحقيق الأهداف المحددة ، خاصة وأن مركز بحوث وتكنولوجيا الطاقة يجري أعمالًا بحثية باستخدام التطبيقات التكنولوجية التي تتطلب معدات ثقيلة لتنفيذ النماذج الأولية ولتوسعة آفاق البحث العلمي يساهم باحثو مركز بحوث تكنولوجيا الطاقة في إنشاء المشاريع والبحث عن التمويل من خلال المشاركة في برامج البحث والتعاون الاوروبي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115