2020 ندوة استثمار بعقود شفوية لم تر تونس خيرها بعد: حتى لا تكون ندوة طوكيو 8 الوجه الآخر لها

تُعقد الندوات الاستثمارية بالأساس للترويج وعرض الإمكانات والأفكار والفرص على صياديها. وتأتي ندوة طوكيو أو «تيكاد 8» تأتي في سياق

البحث عن مخارج للدول المتقدمة من أزمة كوفيد 19 وعلى الدول الصاعدة والناشئة والمبتدئة أن لا تسمح بأن لا يكون ذلك مجرد واجهة. ففي 2020 كانت تونس ساحة استعرض فيها بعض القادة قوتهم المالية بإعلان استثمارات بقيمة تناهز 34 مليار دينار وبقيت شفوية ولم تترجم على أرض الواقع إلى حد اليوم!
تحتاج القطاعات الاقتصادية إلى مزيد الارتقاء بقيمها. ومن الأفكار التي يمكن أن تعرض على المستثمرين. أنه بدل بيع زيت زيتون سائبا في شكل حصص يتحول لاحقا في الدول الموردة إلى زيت معلب تعليبا يثير شهية المستهلك فتباع القنينة بسعر الخمر المعتق. يمكن من هنا أن تصبح تونس وجهة عالمية للراغبين في زيت الزيتون بسعر يعود بالفائدة على تونس أولا حتى ترتفع معه القيمة المضافة للقطاع.

إشترك في النسخة الرقمية للمغرب

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

تكون المواشي والدواب بشتى أنواعها عادة للاستهلاك المحلي وسط صيحات أحيانا بالنقص وأحيانا أخرى بالوفرة دون التعرض إلى الحلول. منتجات الحيوانات تتحول إلى اجبان ومشتقاتها باستغلال أحدث التكنولوجيا لتكون لتونس علاماتها في هذا القطاع. الأشجار المثمرة من الغلال أيضا يمكن أن تكيف وتحول إلى صناعات غذائية بتقنيات تجعلها تنافس كبرى الدول. ومنتوجات البحر بمختلف اصنافها أيضا تنتظر من يرتقي بها حتى لا تظل في مستوى ضعيف وغير مرئي. كما تتوفر الغابات التونسية على منتوجات تنتظر الخروج من الاستغلال الفردي إلى الجماعي على غرار البندق والفستق واللوز والصنوبر الحلبي أو الزقوقو كذلك الإكليل والزعتر لما لهما من استعمالات متعددة.

خيرات الأرض لا تتوقف على ما فوقها بل تحتها أيضا فعديد المناطق لديها مياه جوفية حارة يمكن أن تستغل في جلب السياح من كل مناطق العالم التي تشكو هذا العام من نقص في التدفئة بسبب نقص إمدادات الغاز الروسي وارتفاع تكلفته.
يمكن أن تعرض تونس على الباحثين عن مكامن الاستثمار قطاعات ولا تنسى أخرى وبالتالي يمكن أن تقفز بالاقتصاد من الضعف إلى الانطلاق.

فعندما يتعطل الفسفاط والطاقة وهما أكبر القطاعات تتعالى الأصوات التي تذكر باهميتهما للاقتصاد الوطني فعديد المنظمات الأممية والدولية والمؤسسات تؤكد أن اقتصاد تونس يتميز بالتنوع لهذا ننجو من الصدمات التي تشهدها أسعار بعض السلع بأخف الأضرار كما لا يمكن أن يشل الاقتصاد في ظل إمكانات كبرى تنتظر الإيمان بها والمغامرة بوضع الأموال الكافية لأجل خلق قيمة مضافة في مغامرة محمودة. هنا في تونس يوجد كل شيء ينتظر أن تلمسه أيادي المؤمنين بالتقدم والرقي.

حتى لا تكون هذه الندوة بالنسبة إلى تونس كمثل الخالة و ابن أختها الراعي فلا هو يرعى مجانا ولا هي ستغنيه. فالاستثمار يتطلب أموالا طائلة ولكن خلق الثروة يكون من الداخل بحسن التدبير والتسيير وتسهيل العمل والالتزام بالتعهدات.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115