حيث نمت الأسعار بنسبة 24 % بحساب الانزلاق السنوي وهي أكبر زيادة سجلت في مجموعة التغدية والمشروبات التي تضم 16 مادة .
تعرف أسعار الدواجن منذ العام المنقضي موجة من الارتفاع بشكل غير مسبوق في الوقت الذي كانت فيه اللحوم البيضاء تعرف بأسعارها المتواضعة وهو ما جعلها الأكثر استهلاكا من اللحوم الحمراء التي تعرف بدورها بإرتفاع أثمانها الامر الذي يتسبب في عزوف فئة واسعة من المستهلكين على إقتنائه ،ويبدو أن التصور في طريقه الى التغير خاصة إذا ماقارنا بين منتجات اسعار لحوم الدواجن و اللحوم الحمراء ،حيث يبلغ مثلا سعر الكلغ من لحم الديك الرومي على مستوى الاستهلاك 17 دينار و في المقابل تترواح أسعار بعض أصناف من اللحوم الحمراء بين 18 و 30 دينارا ويبدو ان تقارب الاسعار سيؤدي الى ازدياد الاقبال على اللحوم الحمراء مقارنة باللحوم البيضاء فيما سيكون لفئة واسعة من المستهلكين مواصلة مقاطتعم اللارداية لجميع الاصناف نظرا لغلاء أثمانها وذلك على الرغم من أهمية هذه المنتجات .
تظهر معطيات المجمع المجمع المهني المشترك للحوم الدواجن و الارانب صعودا في الاسعار المرجعية ،حيث ارتفع سعر البيضة المرجعي من 178.2 مليم خلال شهر جويلية 2021 الى 223.5 مليم خلال الفترة ذاتها من العام الحالي مع العلم ان قد تم تسجيل تراجع بنسبة 24 % على مستوى انتاج بيض الاستهلاك .
كما صعد السعر المرجعي لدجاج اللحم ،حيث ارتفع من 6850 مليم للكلغ مع بداية العام الحالي 6945 مليم مع منتصف السنة و اللافت ان نسق الارتفاع متواصل رغم الغلاء ،فقد بلغ سعر الكلغ بتاريخ 10 اوت الجاري 7201 مليم للكلغ مع العلم مستوى الانتاج للحوم الدجاج قد ارتفع الى 82788 طن مع موفى جويلية المنقضي ،كما شهد سعر البيضة ارتفاعا ايضا ليصل الى 245 مليم.
ويعود ارتفاع أسعار الدواجن بشكل غير المسبوق الى صعود تكاليف الإنتاج بنحو 70 % مع العلم ان الاعلاف تمثل مابين 60و70 % من تكلفة الإنتاج و تعد تونس بلد مستورد بنسبة 100 % للأعلاف وهو مايجعل المربين عرضة لمخاطر ارتفاع الاسعار في السوق العالمية وتجدر الإشارة في هذا الباب الى أن سعر الذرة قد بلغ خلال افريل المنقضي أعلى مستوى له منذ 9 سنوات وإرتفع بنحو ثلاثة أضعاف مقارنة بأفريل 2020.
ومن بين أسباب ارتفاع أسعارالذرة هو خروج الذرة الأوكرانية من السوق العالمية و هومايمثل صدمة للسوق بأعتبار ان اوكرانيا تمثل رابع اكبر مصدر للذرة في العالم غير ان الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا منذ أواخر فيفري المنقضي قد حالت دون خروج المحصول الأوكراني من الذرة والى السوق العالمية .
كما تأثرت الاعلاف من تطور اسعار الاسمدة التي زادت خلال الاشهر الاولى بشكل لافت بعد الزيادة الحاصلة بأكثر من 70 في المائة العام المنقضي الامر الذي تسبب في ارتفاع تكاليف زارعة الاعلاف علاوة على عزوف العديج من الفلاحين على زراعة الفول والصويا بسبب مخاوفهم من عدم تمكنهم من تغطية تكاليف الانتاج و تسويق منتجاتهم باسعار مناسبة. ويبدو ان عامل العرض ايضا بات مؤشرا فاعلا في توازن السوق ،ذلك ان منحى الانتاج خلال السنوات الاخيرة لا يشهد نموا مهما .