توقعات بعدم تلبية محصول الحبوب للاحتياجات المتوقعة في العالم: أهمية أوكرانيا تكمن في حجم حصة صادراتها وبعض البدائل المطروحة لها قد لا تغطي الطلب العالمي

بدأت ملامح آثار الحرب الروسية الأوكرانية تتضح للفترة القادمة بعد ان ألقت بظلالها في العالم فالأمر لن يقتصر على فترة الحرب او ما تليها

بل انه من المرجح ان تتأثر الأسواق العالمية لثلاث سنوات متتالية جراء نقص صادرات اوكرانيا من الحبوب في موسم حصاد صعب.
قد لاتنجح اوكرانيا في الموسم الحالي سوى من تصدير خمس صادراتها فبعد ان كانت تصل امكانتها الى اكثر من 60 مليون طن فان المعدل يتقلص الى مليون شهريا في أفضل الأحوال وأظهرت بيانات اوكرانيا على لسان مسؤوليها انخفاض الكميات المصدرة في مارس الى 300 الف طن و نحو مليون طن في افريل. فيما كانت تصدر شهريا 5 مليون طن. ومن المتوقع ان ينخفض انتاج اوكرانيا من القمح بـ 42 % باعتبار ان مساحات شاسعة لن يتم حصدها. وتتراوح الكميات التي تصدرها اوكرانيا من زيت عباد الشمس بين 30 و40 %
وتحتل أوكرانيا المرتبة الأولى على مستوى العالم ، في إنتاج الزيوت، حيث تشكل 60 % من تجارة الزيوت العالمية، حصاد عباد الشمس يبدا في شهر سبتمبر عادة ولهذا فان النقص المسجل هو نتيجة غلق الموانئ واضطراب عمليات الشحن والنقص في العرض سيظهر في الاعوام القادمة وبداية من خريف 2022. وتكمن اهمية اوكرانيا في انها بلد مصدر فهي ليست الاولى انتاجا على غرار الصين والولايات المتحدة الامريكية والهند وروسيا وغيرها.
لهذا فان البدائل المطروحة لأوكرانيا قد لا تعوض النقص الحاصل خاصة وان اهمية صادرات اوكرانيا تكمن في كونها ذات ميزة الاسعار التنافسية، فالأرجنتين التي تعد بديل قوي وأنتجت الموسم الفائت كميات تقدر ب 21 مليون طن يواجه المزارعون تضييقات من قبيل فرض ضريبة على التصدير وعلى الأرباح وتخفيض حصة الصادرات.
من جهتها نقول منظمة الأغذية والزراعة واستنادًا إلى التوقعات الأولية للمنظمة بشأن الإنتاج العالمي للحبوب في 2022 واستخدامها في 2022 /2023، لن يكون محصول الحبوب كافيًا لتلبية الاحتياجات المتوقعة على صعيد الاستخدام، ما سيفضي إلى انكماش بنسبة 0.4 % في المخزونات العالمية للحبوب مقارنة بمستوياتها عند بداية الموسم، ومن المتوقع حدوث أكبر انخفاض في الذرة، يليه القمح والأرز.
كما تتوقع أن تشهد مخزونات الحبوب في نهاية المواسم في عام 2022 ارتفاعًا إلى أعلى من مستوياتها عند بداية الموسم وإن كانت ستبقى دون المستوى القياسي المسجل في 2018 /2019. وتشير التقديرات إلى أنّ التجارة العالمية بالحبوب في 2021 /2022 ستكون دون المستوى القياسي المسجل في 2020 /2021، وذلك بشكل رئيسي بسبب التراجع المتوقع في التجارة العالمية بالذرة وبما يعكس أثر الاختلالات الناجمة عن الحرب في أوكرانيا.
وبالنسبة إلى موسم 2022 /2023، تشير أولى توقعات إنتاج الحبوب في عام 2022 إلى احتمال حدوث خلال أربع تراجع سيكون الأول سنوات.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115