حذر تقرير أعدته وكالة التصنيف الائتماني «ستاندرد آند بورز» خمس دول عربية من تبعات ارتفاع أسعار السلع الغذائية على خلفية الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
وذكر التقرير الذي عنوته الوكالة « صدى صدمة أسعار الغذاء يتردد في اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»بأن هناك 5 دول عربية الأكثر تأثرا بأزمات الغذاء والطاقة، هي تونس والأردن ولبنان والمغرب ومصر، وقد تطرق التقرير إلى أن صافي واردات الدول الخمس من الغذاء والطاقة يمثل ما بين 4 % و17 % من ناتجها المحلي الإجمالي.
ويشير التقرير الى أن ارتفاع أسعار السلع على خلفية الصراع بين روسيا وأوكرانيا قد أدى إلى ارتفاع تضخم أسعار المواد الغذائية في اقتصاد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كما ان الحرب تهدد إذا طال أمدها بتدهور الديناميكيات المالية و الاجتماعية والسياسية القائمة لهذه الدول، لأن اقتصاداتها تعتمد إلى حد كبير على واردات الغذاء والطاقة (أو على كليهما)، ولكونها تستورد جزءاً كبيراً من إمدادات الحبوب من روسيا وأوكرانيا.
وأكدت الوكالة على الدور البارز الذي تلعبه الحرب الروسية الأوكرانية في الضغط على اقتصاديات الدول النامية خصوصا في شمال أفريقيا، نظراً للدور المحوري لروسيا وأوكرانيا في إمدادات الطاقة والمساهمة الكبيرة لكلا البلدين في الصادرات الزراعية العالمية، خصوصا أن 60 % من زيت عباد الشمس يأتي من أوكرانيا وروسيا، و25 % من القمح و15 % من الذرة والأسمدة سلع أساسية.
وتستمر الحرب الروسية الأوكرانية في الضغط على أسواق السلع مما أدى إلى زيادات حادة في أسعار السلع، لأنهما مصدران رئيسيان للعديد من السلع الأساسية، كما تضررت أسواق الطاقة بشدة، نظراً للدور المحوري لروسيا في إمدادات الطاقة العالمية، ومع ارتفاع سعر نفط برنت بنسبة 50 % هذا العام كذلك أسواق المواد الغذائية، وهي من بين الأسواق الأكثر تضرراً وقد سجل مؤشر متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية زيادة بنحو23 %.
بحسب وكالة «إس آند بي جلوبال»تهدد الاضطرابات الحالية في واردات الغذاء الرئيسية من أوكرانيا وروسيا الإمدادات والقدرة على تحمل التكاليف في بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تعد مستورداً صافياً للسلع الغذائية الأساسية، مثل القمح، نظراً للضغوط الاجتماعية وقالت الوكالة: نعتقد أن الحكومات ستضع برامج مالية تهدف إلى التخفيف من آثار ذلك، والحد من الاستياء الاجتماعي، إما من خلال الإعانات وإما من خلال الدعم.
وتواجه الدول الخمس مخاطر تتعلق بإضطرابات إمدادات السلع الغذائية، لأن روسيا وأوكرانيا تستحوذان على الجزء الأكبر من واردات الحبوب، حيث تستورد مصر 85 % من وارداتها من القمح من روسيا وأوكرانيا، وإلى جانب القمح والذرة، تستورد اقتصادات منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كميات كبيرة من زيت الطهي، 73 % من واردات زيت عباد الشمس إلى مصر.
وبالنظر إلى أن بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مستوردة صافية للمواد الغذائية، فإن الأسعار العالمية للمواد الغذائية لها تأثير كبير في أسعار المواد الغذائية المحلية، وتخفف برامج دعم الغذاء جزئياً من التأثير، بينما تؤثر عوامل أخرى، مثل أسعار الصرف وكفاءة سلاسل التوريد المحلية، في ديناميكيات أسعار الغذاء المحلية بشكل عام، وتفرض الزيادات المستمرة في الأسعار العالمية للمواد الغذائية ضغوطاً كبيرة على أسعار المواد الغذائية المحلية، ويشكل الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية أحد مخاطر التضخم الرئيسية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وانخفاض مستويات الدخل وعدم مرونة الطلب على المواد الغذائية، كما هو الحال في العديد من الأسواق الناشئة الأخرى، ما يعني أن الغذاء يمثل نسبة مئوية أعلى من سلال استهلاك مؤشر أسعار المستهلكين مقارنة بالاقتصاديات المتقدمة.