كما للحرب رابحون وخاسرون فان للوباء ايضا نفس المعادلة فقد أكدت منظمة اوكسفام أن الوباء خلق كل 30 ساعة مليارديرا مقابل وقوع مليون شخص في الفقر المدقع وفي تقريرها الصادر امس كشفت المنظمة عن الفجوة التي خلقها الوباء بين سكان العالم وقدمت توصياتها لأجل مساعدة الفقراء في العالم من خلال إجراء ضريبي بالأساس.
استفاد الأثرياء في السنتين الأخيرتين من الأزمة الصحية لتتضخم ثروتهم بشكل كبير وفق تقرير لمنظمة اوكسفام بعنوان «عندما تؤتي المعاناة ثمارها : الحاجة الملحة لفرض ضرائب على الأغنياء في ظل ارتفاع ثروة المليارديرات وتضخم تكلفة المعيشة»
فمع ارتفاع تكلفة السلع الأساسية بمعدلات غير مسبوقة فان الأثرياء في قطاعات الزراعة والطاقة تتضخم ثرواتهم الى مليار دولار كل يومين.
وتقدر منظمة اوكسفام عدد الاثرياء الذين خلقتهم الجائحة ب 573 مليادير مقابل 263 مليون شخص وقعوا في براثن الفقر اي بمعدل مليون شخص كل 33 ساعة.
واشار التقرير الى ان ثروة المليارديرات ارتفعت في 24 شهرا من الوباء بمعدل اكبر من 23 سنة مجتمعة فاجمالي الثروة يقدر اليوم بـ 13.9 % من الناتج المحلي الاجمالي .
اثار تقرير التهرب الضريبي للاثرياء حيث قال ان ثروات المليارديرات لم ترتفع لأنهم الأذكى بل لأنهم تلاعبوا بالنظام العالمي وتركهم دون عقاب على مدى عقود واستحوذوا على النسيب الاكبر من الثروة العالمية من خلال الخوصصة والاحتكار وهضم حقوق العمال وإخفاء أموالهم في الملاذات الضريبية
من جهة اخرى يتخلى ملايين الأشخاص عن وجباتهم ويوقفون التكييف والتدفئة ويفشلون في دفع فواتيرهم لتصبح مسالة البقاء على قيد الحياة قيد التساؤل.
وفي بحثها تقول اوكسفام ان الشركات العالمية في قطاعات الأدوية والطاقة والأعمال التجارية الزراعية حيث ينتشر الاحتكار تحقق ارباحا قياسية في حين لم يتم تسجيل تطور في الأجور وبهذا يكافح العمال مع الاسعار التي لم يشهدها العالم منذ عقود.
ارتفعت ثروة اثرياء قطاع الزراعة والطاقة اثناء الجائحة ب 453 مليار دولار في العامين الماضيين ويوجد الان 62 ملياردير جديد في قطاع الزراعة.
نتج عن ارتفاع الأسعار اضطرابات اجتماعية فـ 60 % من البلدان منخفضة الدخل على وشك الإفراط في المديونية مع ارتفاع التضخم حيث يصبح ارتفاع الأسعار مهدد للعمال ذوي الأجور المنخفضة وخصوصا النساء والفئات التي لا تتمتع بالمساواة وتعاني التهميش.
اما في قطاع الأدوية فقد ظهر 40 مليارديرا جديدا حيث تجني كبرى شركات الأدوية (فايزر وموديرنا) 1000 دولار في الثانية نتيجة احتكارها للقاح كوفيد 19. وكشف التقرير ان الشركات العملاقة في مجال الادوية طالبت الحكومات ب دفع 24 ضعف تكلفة انتاج الدواء ولهذا فان البلدان منخفضة الدخل اغلبها ليس لديها جدول تلقيح كامل.
ويلخص التقرير كيفية استفادة الأغنياء من المعاناة سواءا بحرمان عدد كبير من الأشخاص من الوصول الى التلقيح والبعض الآخر من خلال استغلال ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة بان النظام الاقتصادي العالمي يعمل بطريقة أرادها الأغنياء والاقوياء .
ومن الوصيات التي أوردها التقرير احداث ضريبة على الثروة التي جمعها الاثرياء أثناء الوباء لدعم الأشخاص الذين يواجهون ارتفاع الأسعار في الغذاء والطاقة مشيرا الى ان نحو 8000 مليار دولار تم تهريبها الى الملاذات الضريبية.
ومن التوصيات أيضا منع اي شخص من الاستفادة من الأزمات عن طريق فرض ضريبة أرباح بـ 90 % الى جانب تطبيق ضرائب الثروة الدائمة على أصحاب الملايين وأصحاب الملايير. وهو ما يساهم في انتشال 2.3 مليار شخص من براثن الفقر وانتاج لقاحات كافية لجميع سكان العالم وتوفير الحماية الاجتماعية في البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل.