صدمة العرض الناتجة عن الحرب بدأت تستفحل: التضخّم في أوروبا في مستوى قياسي مجددا وتوقعات باستمرار ارتفاعه

أصبح التضخم في منطقة اليورو أول الآثار الخطيرة للحرب على أوكرانيا على الاقتصاد في البلدان الاروبية فقد بلغ شهر مارس 7.5 % مدفوعا

بما شهدته أسعار الغذاء والطاقة من معدلات قياسية منذ بداية الحرب.
تسجل منطقة اليورو منذ نوفمبر الفارط كل شهر مستوى قياسي للأسعار عند الاستهلاك وفي شهر فيفري ارتفع المعدل إلى 5.9 % اعتبر حينها المعدل الأعلى منذ بداية اعتماد اليورو عملة موحدة.
وتأتي الموجة الغير مسبوقة لارتفاع التضخم والتي تطل برأسها على تونس خارجيا بالإضافة إلى العوامل المحلية في سياق اقتصادي صعب.

كما سينعكس تباعا التضخم في المنطقة الأوروبية على تونس من خلال التضخم المستورد باعتبار أن الشريك الأول لتونس هو الشريك الاوروبي . كما أن من شان ارتفاع التضخم في البلدان الاوروبية أن يضعف المقدرة الشرائية وبالتالي سيكون لهذا نتائج سلبية في الصادرات التونسية التي ستنكمش كما أن التحويلات التونسيين بالخارج ستتراجع نظرا لحالة عدم اليقين التي تخيم على أوروبا والعالم. ولئن شدد البنك المركزي في بيانه الأخير عقب اجتماع مجلس إدارته على ضرورة اليقظة الشديدة تجاه تداعيات الحرب إلا انه لا يمكن
ومازالت أسعار النفط فوق الـ100 دولار للبرميل كما أن الحرب مستمرة وهو ما ينتج عنه اضطراب في الإمدادات وارتفاع تكاليف الشحن فالخطر من موجة غير مسبوقة للتضخم لم يعد مرتبطا بأسعار الطاقة لوحدها فكل السلع معرضة لخطر الارتفاع من الصناعية والخدماتية. الأخطر من ارتفاع الأسعار في هذه الفترة هو القدرة على الشراءات وتوفر السلع.

ومن شأن معدل التضخم المرتفع أن يسرع في قرار البنك المركزي الاروبي للتّرفيع في أسعار الفائدة بعد أن ظل في حالة ترقب، ويهدد التضخم المرتفع النمو أيضا فقد تسببت الحرب في ما اجمع المحللون الاقتصاديون على تسميته ب»صدمة العرض» وهي ما ينتج عنها ارتفاع التضخم وتراجع النمو.
وحذرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من أن الحرب الروسية الأوكرانية تمثل كارثة إنسانية ذلك أن تداعياتها الاقتصادية السلبية بدأت تظهر في جميع أنحاء العالم.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115