من شأنه أن يفتح أبواب أخرى للاقتراض وتيسير التجارة الخارجية: التآكل الخفي لهيمنة الدولار وارتفاع العملات غير التقليدية في الاحتياطات العالمية

أثارت العقوبات الدولية ضد روسيا ورد روسيا بإيقاف تعاملاتها بالدولار مع الدول غير الصديقة نقاشا حول هيمنة الدولار على التمويل

او على التجارة الخارجية وهل سيكون هذا السجال سببا في التحول إلى استخدام عملات أخرى منافسة.

أكّد صندوق النقد الدولي في تقرير حول التآكل الخفي لهيمنة الدولار وبروز العملات غير التقليدية ان حصة الدولار من العملات الاحتياطية العالمية شهدت انخفاضا على مدار 20 سنة ماضية بعد ان لجأت البنوك المركزية الى عملات غير تقليدية بما في ذلك اليوان لتنويع احتياطاتها.
ويؤكد التقرير ان ربع مديرو الاحتياطات توجهوا الى اليوان وثلاثة أرباع إلى عملات بلدان أخرى وبين 1999 و2021 انخفضت حصة احتياطات العملات التقليدية في الاحتياطات العالمية ومعظمها بالدولار الأميركي، وبدرجة أقل بالعملة الأوروبية الموحدة (اليورو) والجنيه الإسترليني والين الياباني
وأصبحت العملات غير التقليدية تمثل 10 % من الاحتياطات العالمية والعملات غير التقليدية هي اليوان الصيني والوون الكوري والدولار الاسترالي والدولار الكندي والفرنك السويسري والدولار السينغافوري والكرونا السويدية والكرونا الدانماركية والكروان النرويجية والدولار النيوزيلندية والدولار الهونغ كونغ.

تعزز حيازة احتياطيات كبيرة من النقد الأجنبي ثقة الدائنين والمؤسسات المالية الدولية، وتساهم في تحسين تصنيف ائتماني باعتبار أن العملة الأجنبية تعد مقياسا للجدارة الائتمانية.
اما تركيبة الاحتياطي من العملة الأجنبية في تونس فتهيمن عليها العملتين اليورو والدولار ثم بدرجة اقل الين والجنيه الاسترليني واليوان الصيني وعملات أخرى بالكاد تذكر. ويهيمن اليورو على تركيبة توزيع الدين الخارجي بنسبة 61.5 % والدولار في مركز ثاني ب 20.8% ثم الين الياباني بـ 10.3 % والبقية بعملات اخرى. الانخراط في هذا السياق على الآماد المتوسطة والبعيدة سيساهم في فتح باب الاقتراض وسهولة التحويلات والوصول الى اسواق بتيسير المعاملات المالية.

وباعتبار أن تراجع الدولار مقابل عملات اخرى في الاحتياطات العالمية لا يعني تراجعه بصفة ملحوظة فمازال العملة الأكثر حضورا الا ان السياق الأحداث الآنية والتي ستترك بصمتها في التاريخ الحديث فان التحول يسير نحو مزيد الانفتاح على عملات أخرى على غرار اليوان الصيني الذي يرشحه اغلب الملاحظون انه العملة التي قد تكون الفائزة باعتبار حجم التجارة الصينية واستثماراتها خاصة في إفريقيا وآسيا.

فحيازة الدولار لدى البنوك المركزية وتغير تعاملات الدول بعملات أخرى بدأت تبرز في سلم العملات ومنذ نحو ربع قرن، الا ان اثاره مازالت غير ظاهرة ومن شان التحولات الاخيرة ان تسرع في هذا التحول الذي يفتح الباب الى مزيد من التنافسية وانعكاسه خاصة على الدول النامية والناشئة التي يصبح لديها خيارات واسعة للاقتراض والمعاملات المالية وتنويع الأسواق وتقليص مخاطر سعر الصرف الذي يظل سببا في تكاليف إضافية أمام المتغيرات العالمية السريعة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115