شيلي، محمودي، الرزاق، الكريم وغيرها هي أنواع بذور القمح في تونس وهي حبوب تونسية مائة بالمائة إلا أن اللوم يوجه إلى عدم الاهتمام بالبحث العلمي الفلاحي الذي لا يعطي أهمية لاستنباط بذور جديدة قادرة على أن تكون ذات مردودية أفضل بالإضافة إلى إشكاليات تحول دون أن تتحول تونس من بلد ذي تبعية شبه مطلقة إلى دولة قادرة على التصدير اقتداء بدول كانت إلى وقت قريب موردة لتصبح اليوم مزودة لدول العالم.
توجه الانتقادات إلى سياسة الدولة تجاه القطاع الفلاحي وإهماله في وقت تسارع فيه كل الدول إلى تحقيق اكتفائها الذاتي وتحقيق أمنها الغذائي، ومازال الفرق بين المنجز والمحقق سلبي فمن بين مليون و100 ألف هكتار تزرع لا يتم حصد سوى 800 ألف هكتار وهناك سنويا ما بيم 300 و400 ألف هكتار تهدر. ويقدم المعهد الوطني للزراعات الكبرى أصناف الحبوب التونسية والمناطق التي يحبذ زراعتها فيها، ففي المناطق الرطبة وشبه رطبة يستحسن زراعة القمح الصلب من صنف كريم وخيار ورزاق ومعالي ويوجد صنف جديد نصر الذي يبدي مقاومة حسنة لمرض التبقع التبستوري وينصح بزراعته في المناطق الشمالية الممطرة.أما في المناطق شبه الجافة، فينصح بزراعة القمح اللين من صنف اوتيك وصلامبو وحيدرة والقمح الصلب أصناف معالي وخيار ورزاق. وفي المناطق الجافة فينصح بزراعة و أصناف قديمة من الشعير على غرار عربي وسيوحلي وعرضاوي، المطوية المتوفرة تتحدث لغة موجهة إلى المستثمرين ذوي كفاءة تعليمية مختصة في المجال الفلاحي، وعلى الرغم من غياب إحصائيات رسمية محيّنة متعلقة بالقطاع الفلاحي إلا أن المستوى التعليمي للفلاح متدني ومعدل الأعمار يتجاوز 55 سنة.
ويقول خالد العراك مساعد رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري للمغرب أن إشكالية أخرى تطرح وهي عدم تحديث نظام الإرث المتسبب في تشتت الملكية فالمفروض، حسب المتحدث ان يتم تحديد المساحة التي يجب ان لا تقل عنها الملكية وذلك حسب خصوصية كل جهة وكلا مستغلة. ويضيف المتحدث ان اليوم يوجد 70 ألف فلاح في قائمة سوداء للبنوك غير مسموح لهم بالحصول على قروض بسبب تخلفهم عن سداد قروضهم أو التأخر في سدادها.
وتطرح إشكالية الأمن الغذائي في تونس اليوم وكيفية توفير الغذاء في ظرف عالمي حرج تشهد فيه كبرى البلدان المصدرة للحبوب حرب من المنتظر أن تؤثر في صادراتها إلى كل البلدان، الدول التي تحولت إلى قائمة اكبر المصدرين روسيا التي كانت إلى تاريخ تشتري الحبوب لتغطية استهلاكها ثم بدا الروس في شراء الأراضي واستخدام تقنيات الزراعة الحديثة بالقرب من أوكرانيا والجبل الأسود أو ما يسمى «الأرض السوداء الخصبة» لتبرز روسيا منذ بداية الألفية الثالثة كأكبر مصدر.