الحرب الروسية الأوكرانية تمتد إلى المطابخ: نيران الحرب تهدد مواقد العالـم بالانطفاء

• تونس تتجه إلى بلغاريا ورومانيا والاورغواي والأرجنتين لاستيراد الحبوب وتكاليف إضافية
منذ أن بدأ الحديث عن احتمال نشوب حرب بين روسيا وأوكرانيا بدا الحديث عن اضطراب سلاسل

الإمدادات من القمح والنفط خاصة باعتبار أهمية إنتاج البلدان في القطاعين هذا بالإضافة إلى تأثر قطاعات أخرى ونظرا لما يمثله البلدين من مصدر مهم بالنسبة إلى تونس في توريد حاجياتها من القمح فان الحرب التي انطلقت رسميا أمس ستصبح الانعكاسات أمرا واقعا وتمتد الى كل كل السلع.
في صبيحة الخميس، بينما كانت روسيا تقوم بأولى غاراتها على أوكرانيا كان صدى قصفها يظهر في الأسواق العالمية فحالة الذعر من اضطراب العرض باعتبار اهمية كل من روسيا واوكرانيا على مستوى انتاج وتصدير سلع ذات اهمية قصوى تزداد مع سعي البلدان الى تامين حاجياتها منها.
تونس تتوجه الى بلدان منشإ اخرى لتوريد الحبوب
تعتمد تونس على توريد نحو 70 % من حاجياتها من الحبوب لتغطية استهلاكها المحلي إذ لا يغطي إنتاجها المحلي سوى 30 % في أحسن الحالات ويقول عبد الستار الفهري مدير التزويد بديوان الحبوب في تصريح للمغرب أن نحو 80 % من وارداتها من الحبوب متأتية من روسيا وأوكرانيا وعن الاستعداد لكل الظروف التي ستنتج عن الحرب واحتمالات تأثر العرض والشحن في هذه البلدان قال الفهري أن ديوان الحبوب أعطى تعليماته للمزودين لتجنب الشراءات من هذه البلدان باعتبار أن بلدان المنشأ اختيارية للمزودين وبناءا على هذه التوصيات أبدى المزودين تجاوبهم وتوجهوا الى بلغاريا ورومانيا والاورغواي والأرجنتين من جهة أخرى تجدر الإشارة إلى أن الأسعار في كل من روسيا وأوكرانيا هي أسعار تنافسية وسينجر عن تغيير بدان المنشأ تكاليف شحن إضافية ولفت المتحدث أيضا إلى أن أسعار الحبوب ارتفعت في اليومين الماضيين إلى أعلى مستوى لها منذ 10 سنوات فأول أمس تراوح الارتفاع مابين 20 و30 دولار للطن. وفي صبيحة الخميس ارتفعت اسعار القمح في البورصات العالمية الى مستويات غير مسبوقة بمعدل 344 يورو للطن
وتستأثر كل من روسيا وأوكرانيا بثلث الصادرات في العالم وسيكون لتقلص العرض انعكاسات في الأسعار فمازالت هناك احتمالات مزيد من الارتفاع.وكانت آخر شحنة قدمت إلى تونس من البحر الأسود منذ 15 يوما. أما عن المخزون الاحتياطي لتونس فهو يقدر بشهر ونصف .
علما و ان تونس تحتل المرتبة 51 من بين 113 بلدا ضمن مؤشر الأمن الغذائي خلال سنة 2018، والمرتبة 40 حسب تصنيف وفرة الغذاء والمرتبة 62 في الوصول إلى الغذاء تأثرا بارتفاع الأسعار، والمركز 83 حسب محور الاستقرار والديمومة وذلك تأثرا بالتغيرات المناخية وحالة الأراضي الفلاحية ومخزون مياه الري. وتعد الوضعية بالنسبة إلى الحبوب على مستوى وفرة المنتوجات الغذائية وضعية حرجة بالنظر إلى نسبة التبعية إلى التوريد المقدرة بـ61 %.
ارتفاع تاريخي لمؤشر الزيوت النباتية
وتعد أوكرانيا من اكبر مصدري الزيوت النباتية إذ تمثل نصف صادرات زيت عباد الشمس في العالم، وتشهد أسعار الزيوت النباتية ارتفاعا منذ نهاية العام الفارط حيث سجلت أسعار التوريد من الزيوت النباتية ارتفاعا ب 44 % وحسب منظمة الأغذية والزراعة ارتفع مؤشر أسعار الزيوت النباتية إلى 185.9 نقطة اي بزيادة شهرية تقدر بـ 4.2%، لتحقق أعلى مستوى على الإطلاق. ووفق جمال العرف أمين مال المجمع المهني لمعلبي الزيت النباتي المدعم يقدر الاستهلاك المحلي من الزيت المدعم ب 165 الف طن سنويا و40 الف طن غير مدعم وانتقد المتحدث التخلي عن المخزون الاحتياطي للزيت منذ 2016 الذي تبرز أهميته في مثل هذه الظروف. والظرف الحالي سيزيد من المتاعب الداخلية باعتبار ان معلبي الزيت النباتي بدؤوا يلاحظون النقص في التزود بهذه المادة وفق المتحدث. وتشكو الاسواق التونسية من نقص خاصة في الزيت المدعم الذي يفتقد في اغلب فترات السنة.
اسعار البترول تلتهب
تمتد انعكاسات الحرب في كل المنتوجات تقريبا ويعد النفط أكثر السلع حساسية الى الأوضاع الطارئة وهو ما اظهرته مؤشرات ابرز البورصات العالمية. وتعد روسيا التي تعد المصدر الثاني للنفط في العالم بعد المملكة العربية السعودية وأول مصدر للغاز في العالم وقد بدات الانعكاسات تظهر منذ أسابيع الا ا نه في اول ايام الحرب بلغت الأسعار 105 دولار للبرميل الامر الذي سينعكس سلبا على الدول المستوردة اذا ما تواصل المنحى التصاعدي للأسعار علما وان تونس بنت ميزانيتها على فرضية 75 دولار للبرميل.
وتورد تونس من روسيا نحو 45 منتوج أبرزها المواد البترولية والمواد الأولية ونصف المصنعة والحبوب. وفي ترتيب المواد الأكثر توريدا من روسيا توجد المواد الأولية والمواد الطاقية والمواد الغذائية والتجهيزات والمواد الاستهلاكية. وتتميز الصادرات الروسية بأسعار تنافسية مما سيزيد من تكاليف الواردات عند تغطية النقص المحتمل تسجيله.
وعلى غرار بقية دول العالم سيكون صدى الحرب الروسية الأوكرانية كبيرا فأثار ارتفاع الأسعار سيزيد من اختلال التوازنات المالية في تونس ومزيد من الإحراج للحكومة الحالية فميزانية 2022 لم تكن جاهزة لمثل هذه المفاجآت.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115