بعد أن اكتسحت الخرسانة الأراضي الزراعية وتعلقت همة العائلات: يين الممكن والمستحيل؛ الإطعام يمر أيضا عبر استغلال الأسطح والجبال والصحراء

يحاول سليم الزواري مهندس فلاحي التأسيس لفلاحة حضرية باستعمال تقنيات تأخذ بعين الاعتبار التغيرات المناخية والعمرانية، أن يتوجه

إلى استغلال سطح المنزل لزراعة بعض المنتجات على الرغم من عدم اعتراف الدولة بهذه الزراعة وتقديم الامتيازات ذاتها التي تحظى بها الفلاحة التقليدية. إلى جانب الأسطح يستغل أهالي دجبة الجبال ويتحدون التضاريس لأجل فلاحة عائلية تلقى صدى في كل العالم، كما أن الرمال بيئة مواتية للاستغلال إلا أنها مازالت تنتظر المبادرات.

اصبحت قضية التغير المناخي ومقاومة التلوث ابرز المحاور التي تشغل كل الاجتماعات الكبرى في كل الدول ويبحث الناس عن حلول لهذه الظاهرة التي أصبحت تهدد الوجود الإنساني ككل ومن هذا المنطلق بدا التفكير في كيفية مواجهة ارتفاع مستوى التلوث خاصة داخل المدن» يقول سليم الزواري أن أفضل حل للتخلص من ثاني أكسيد الكربون هو الأشجار والمساحات الخضراء.

كما يعد الزحف العمراني على حساب الأراضي دافعا الى البعض لاستغلال مساحات على اسطح منازلهم لتوفير جزء من غذائهم،

يقول سليم ان هذا الصنف من الزراعة هو احسن حل لمقاومة تكدس الفضلات التي تشهدها الاسواق حيث يكتفي المستهلك بحاجياته الآنية ويجنبه التبذير فتقريب بعض المنتجات الى المستهلك له مزايا فورية في مختلف النواحي الاقتصادية والصحية والبيئية.
يقول سليم ان هذا الحلم يؤسس لفلاحة بديلة نظيفة في المناطق الحضرية التي التهمت الأراضي الزراعية على الرغم من عدم اهتمام الدولة بالتشجيع على هذه الثقافة الوليدة الا انه يبقى في المتناول وبإمكان الجميع استغلال أسطحهم.

إخراج الزراعة من وسطها يفرضها الزحف العمراني المتزايد يوميا المرتبط بالزحف العمراني والتزايد السكاني. تقوم العديد من الدول بتوعية مواطنيها بأهمية زراعة أسطح المباني وتحقق مصر والمغرب خطوات في هذا الشأن.
ونظرا إلى أن هذه التقنية لديها فوائد بيئية أيضا يقول عادل الهنتاتي الخبير في البيئة والتنمية المستدامة ان هذه المحاولات هي تأسيس لزراعة صديقة للبيئة إلا انه يجب التفكير في كيفية تهيئة أسطح قابلة للزراعة وتطوير تقنياتها باعتبارها مكلفة.

الصعوبات التي تعترض الزراعة في تونس من نقص المياه ومحدودية المساحات المخصصة لذلك بالنسبة لبعض العائلات دفعت اهالي «دجبة» من ولاية باجة الى التعايش مع تضاريس صعبة يقول شكري الدجبي رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بباجة للمغرب أن دجبة فيها منطقة وعرة واختار أهاليها الغراسة التي تتماشى مع التضاريس على غرار غراسة التين وزيتون الطاولة المسمى بالجربوعي وهو صنف يوجد فقط تبرسق ودجبة، يضيف الدجبي أن المهم للعائلات هناك التشبث بالأرض، ميرا الى ان الفلاحة عائلية بالأساس في أجنة دجبة وهي فلاحة بيولوجية، ويتم السقي عبر العيون الجبلية حيث لا تتجاوز فيها نسبة الملوحة 0.4%. ويتم السقي عبر السواقي الإسمنتية أو الترابية. والاستغلال يتم ضبطه دون تبذير وبالتساوي بين العائلات.

ولأن تونس ليست فقط جبال أو سهول بل أيضا صحراء تمتد على مساحة 40 ألف كيلومتر مربع من الرمال وتُمثّل 42.7 % من المساحة الإجمالية للبلاد إلا أن استغلالها مازال محدودا يقتصر على مشروع النخيل ببرج الخضراء أو بعض المحاولات للأعلاف الخشنة.
وتقدر المساحة البور في تونس وفق المعهد الوطني للإحصاء 617.2 ألف هكتار تمثل الأراضي الفلاحية 62 % من المساحة الجملية للبلاد التونسية وتهيمن الفلاحة العائلية وصغار الفلاحين على المشهد الفلاحي التونسي حيث أن 75 % من الأراضي الفلاحية لا تتعدى مساحتها 10 هكتارات.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115