Ricardo Mourinho Félix نائب رئيس البنك الأوروبي للاستثمار BEI لـ «المغرب»: 2.5 مليار يورو استثمارات البنك في تونس خلال السنوات العشر الماضية بما يعادل ثلث إجمالي التمويل منذ سنة 1979

تحدث نائب رئيس البنك الأوروبي للاستثمار BEI Ricardo Mourinho Félix في حديث له خص به «الـمغرب»

عن دور البنك في دعم النمو واهمية تدخله في التمويل الاقتصادي والاجتماعي ورغبته في تكثيف استثماراته في تونس ، لا سيما في المجالات الواعدة على غرار الرقمنة والتنمية والقدرة التنافسية للشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة، كما تحدث عن المشاريع التي قام البنك بتمويلها والتي هي حاليا بصدد التنفيذ.

• لمَ اخترتم تونس لتكون منطلق مهمتكم الأولى في المنطقة؟
في الواقع ، هذه هي زيارتي الأولى إلى المنطقة ويسعدني أن تكون تونس منطلق هذه المهمة والتي تتمثل في المساعدة على تحسين الظروف المعيشية للتونسيين ، وهذا الاختيار لم يكن اعتباطيا حيث ان بنك الاستثمار الأوروبي تربطه علاقة خاصة مع تونس منذ أكثر من 40 سنة تم خلالها تطوير شراكة قوية ذات جودة عالية .
وتهدف زيارتي الاولى إلى تونس في مجملها إلى إعادة التأكيد على استعداد بنك الاستثمار الأوروبي للوقوف إلى جانب تونس لمواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجهها.
في الواقع يمول بنك الاستثمار الأوروبي BEI المشاريع التي تعزز التنمية الاقتصادية المستدامة والشاملة ويستثمر في قطاعات استراتيجية ذات تأثير اقتصادي واجتماعي قوي ، مثل قطاع النقل البري وقطاع السكك الحديدية ، والتخطيط الحضري والتعليم، والطاقة ، والصرف الصحي ، والمياه، ولا يقتصر تدخلنا على القطاع العام فقط بل يشمل القطاع الخاص كذلك من خلال دعم وتمويل الباعثين الشبان والمؤسسات الصغرى والمتوسطة.
وقد بلغت استثمارات البنك في تونس خلال السنوات العشر الماضية 2.5 مليار يورو أي ثلث إجمالي التمويل منذ التدخل الأول سنة 1979، وهذا خير دليل على التزامنا بدعم الانتعاش الاقتصادي في تونس ، والذي نعتبره من العوامل الحاسمة في الانتقال الديمقراطي.

• ما أهم المشاريع الممولة من قبل البنك BEI في تونس والمشاريع التي هي حاليا في طور التنفيذ؟
نحن نمول بشكل عام المشاريع التي لها أثر اقتصادي واجتماعي حقيقي، حيث يكون لكل يورو يتم إقراضه تاثير مضاعف على المجموعة، وعلى سبيل المثال ، نذكر برنامج إعادة تأهيل ودمج الأحياء المحرومة والذي مكّن من إعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية وبناء مرافق اجتماعية جماعية في أكثر من 136 حيًا وكذلك برنامج تجديد المراكز القديمة ، ولا سيما المدن القديمة. لإعادة تأهيل البنى التحتية وإحياء الأنشطة الثقافية والاقتصادية قدم بنك الاستثمار الأوروبي والوكالة الفرنسية للتنمية معًا 12 مليون يورو لإعادة إحياء هذه المراكز التاريخية والمدن.
ونقوم حاليًا بتمويل تجديد وبناء أكثر من 400 مدرسة إعدادية وثانوية في جميع أنحاء البلاد. كما نساعد في تحسين توفير النقل الحضري من خلال تمويل العديد من المشاريع في تونس الكبرى والبنية التحتية للطرق لتسهيل حركة المرور وتعزيز التنقل والتبادلات الاقتصادية بين المناطق.

• بالنظر إلى طبيعة العلاقة التاريخية التي تجمع بين تونس والاتحاد الأوروبي هل تعتقدون آن تخصيص تمويل بقيمة 60 مليون يورو لفائدة شركات القطاع الخاص خلال زيارتكم الأخيرة إلى تونس كافية لضمان التمويل ؟
لقد وقعنا عقود تمويل جديدة بمبلغ إجمالي قدره 60 مليون يورو في المجالات الرئيسية للاقتصاد التونسي والتي سيتم استخدامها لتمويل 3 مشاريع من بينها دعم الابتكار مع زيادة القرض الممنوح لمجموعة OneTech في عام 2017 بإضافة تمويل قدره 9 ملايين يورو، ليبلغ إجمالي القرض الممنوح للمجموعة نحو 30 مليون يورو، ويتماشى هذا التمويل مع الأهداف المعلنة للاتحادالأوروبي وبنك الاستثمار الأوروبي والتي تهدف إلى تعزيز المرونة الاقتصادية للدول المجاورة للاتحاد الأوروبي ، وسيدعم استثمارات مجموعة OneTech في البحث وتطوير الابتكار مع تعزيز قدرتها الإنتاجية، لقد ساعد القرض الأول المجموعة بالفعل على مضاعفة رقم معاملاتها من خلال تعزيز موقعها في الأسواق الأوروبية والأمريكية وخلق 1300 وظيفة 50 ٪ منها لفائدة النساء .
كما تم توقيع عقد تمويل ثان مع مؤسسة أندا للتمويل بمبلغ 9 مليون يورو لتعزيز دعمها لأصحاب المشاريع الصغرى في تونس ، وبهذا التمويل الأخير، يصل إجمالي الائتمان الممنوح إلى تمويل اندا ENDA إلى 24 مليون يورو.
وعقد ثالث بقيمة 45 مليون يورو في مجال النقل الحضري المستدام مع شركة TRANSTU لاقتناء 18 قطارًا جديدًا ومعدات لخط TGM.
ومن بين أحدث مشاريعنا - على سبيل الذكر - توقيع عقدي تمويل بقيمة 38 مليون يورو مع الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه لتأمين إمدادات مياه الشرب في تونس الكبرى وسيكون لهذا المشروع تأثير كبير على السكان وسيوفر مياه الشرب لجميع سكان الولايات الأربع الى حدود سنة 2040 ، أي 2.8 مليون نسمة ونحن على استعداد لتكثيف استثماراتنا في تونس لتلبية الاحتياجات الأكثر أهمية للبلاد، لكن ذلك يعتمد على احتياجات البلد وقدرته على الدين.
عموما لقد استثمر الـ BEI في تونس منذ سنة 1979 أكثر من 7 مليارات يورو وإذا قارنا هذه السبعة مليارات يورو بالسكان أو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، فإن تونس هي المستفيد الأول من تدخل البنك خارج الاتحاد الأوروبي ولا اعتقد ان ذلك قليل.

• ما مدى استعداد بنك الاستثمار الأوروبي لتمويل الانتعاش الاقتصادي في تونس ، وبأي أدوات وآليات وماهي الشروط إن وجدت؟
تعد الشراكة بين بنك الاستثمار الأوروبي وتونس والتي يعود تاريخها إلى أكثر من 40 سنة ، شراكة قوية ذات جودة ممتازة، وهو ما يدفعنا الى متابعة الوضع الاقتصادي في تونس بعناية شديدة إذ توجد صعوبات ملموسة، لمواجهتها نحن نستمع أكثر من أي وقت مضى ، ومستعدون لتكثيف عملنا ، مع تقديم تجربتنا وخبراتنا، وأنا -شخصيا- على ثقة تامة في قدرة السلطات التونسية على الشروع في الإصلاحات اللازمة لمواصلة الاستفادة من دعم الاتحاد الأوروبي والمانحين الدوليين.
ما اريد الاشارة اليه ان بنك الاستثمار الأوروبي سيواصل تقديم الدعم للنمو الاقتصادي والاجتماعي ، لا سيما في مجالات المستقبل ، مثل الرقمنة والتنمية والقدرة التنافسية للشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة. ونحن على استعداد لتكثيف هذه الاستثمارات لتلبية احتياجات تونس الأكثر أهمية، لكن ذلك يعتمد على قدرتها على سداد الدين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115