وبهذا يصبح النشاط السياحي أكثر الأنشطة تأثرا بالأحداث والتغيرات الطارئة.
يتواصل الطلب على السياحة والسفر ضعيفا تأثرا بانتشار فيروس كورونا وأسباب الضعف المسجل تختلف من فترة إلى أخرى إلا أن النتيجة كانت دائما تأثر واضح للبلدان التي تعتمد على نسبة كبيرة في ناتجها المحلي الإجمالي على القطاع السياحي على غرار تونس. حساسية القطاع السياحي للطوارئ كان في العقد الأخير واضحا فقد ألقى الوضع الأمني والصراعات في المنطقة بظلالها على النشاط السياحي وتراجع عدد السياح الوافدين ومعه تراجعت العائدات التي كان أثرها واضحا في السنوات الماضية في النمو والوضع المالي.
وكانت آفاق النمو للبلدان التي تعتمد على النشاط السياحي في فترات الصراعات أو الأوبئة مثل السنتين الأخيرتين ضعيفة.
الأخطار التي تهدد القطاع السياحي لا تتوقف عند طارئ أو اثنين فقد قال رئيس منظمة السياحة العالمية زوراب بولوليكاشفيلي، إن حالة الطوارئ المناخية تمثل تهديداً أكبر من «كوفيد- 19» لقطاع السياحة العالمي. مشيرا إلى ضرورة إطلاق استثمارات تمويلية أكثر وأفضل استهدافاً، لإعادة البناء بطريقة مستدامة وشاملة وفق ما تناقلته وسائل إعلام دولية.
وقد أعلن البنك الدولي أن 216 مليون شخص حول العالم قد يهاجرون بحلول العام 2050 هربًا من الآثار السلبية لتغير المناخ، مثل انخفاض الإنتاج الزراعي وشح المياه وارتفاع مستوى البحار والمناطق المعنية هي شمال افريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا وأميركا اللاتينية و شرق آسيا والمحيط الهادئ. والخطر من ارتفاع مستوى البحر وشح المياه يهدد تونس ضمن قائمة من بلدان اخرى اوردتها كل من وكالة فيتش رايتنغ وموديز والمناطق الساحلية هي المهددة.
تونس المعنية بالتغيرات المناخية والمتأثرة بالعمليات الإرهابية والتي مازالت تعاني آثار انتشار وباء كوفيد 19 الذي ساهم في تراجع سياحتها بنسبة 60 % العام 2020 والتي تعتمد على السياحة في نموها بنسبة تصل الى 14 % بالاضافة الى طاقتها التشغيلية العالية بصفة مباشرة وغير مباشرة تصبح من اوائل الدول المعنية بالتغير المناخي وهو تحد اخر يفرض اهمية التفكير في مستقبل هذا القطاع على المدى المتوسط والبعيد حتى لا تفقد تونس محركا هاما لنموها.