وهي صابة تعتبرها الجامعة الوطنية لمنتجي زيت الزيتون متواضعة الأمر الذي يحتم العمل على تثمين الصابة وتفادي سيناريوهات السنوات المنقضية التي أدت إلى تراكم خسائر الفلاحين .
قال رئيس الجامعة الوطنية لمنتجي زيت الزيتون محمد النصرواي بإتحاد الفلاحة والصيد البحري في تصريح ل» المغرب» أن التوقعات التي قدرت لصابة الزيتون بـ1.2 مليون طن من الزيتون و التي ستفرز نحو 240 الف طن من زيت الزيتون تعد متوسطة وهي معرضة للانخفاض ،ذلك أن التقديرات تعود الى شهر جوان قبل إنتهاء الصائفة التي إتسمت بدرجات حرارة مرتفعة بالاضافة الى ضعف التساقطات المطرية ،وقد أعرب النصرواي عن امله في ان تشهد هذه الاسابيع تهاطل للامطار بما من شأنه ان يحسن من جودة حبات الزيتون وتباعا ينعكس سلبا على صابة الزيت.
وبصرف النظر على التطورات المناخية ،فقد أكد محدثنا ضرورة العمل على تثمين صابة زيت الزيتون مهما كان حجمها مشيرا الى ان الصابة الاستثنائية لسنة 2019 كانت فرصة للمنظومة و للفاعين فيها لمزيد النمو و التطور و لكنها أهدرت مثلما واجه الموسم المنقضي عدة إشكاليات تأخر حلها وهو ما جعل من الفلاحين يواجهون موسمين متتاليين من الخسائر المالية الفادحة الامر الذي لا يمكن قبوله خلال الموسم القادم 2021 /2022 ،حيث دعا النصرواي الاطراف المعنية الى تجنب الاشكاليات التي اصبحت تكبل موسم جني الزيتون في كل سنة على غرار توفير مخزونات تعديلية و اخرى للتصدير بما يجنب الفلاحين التفريط في الصابة بأثمان لا تغطي تكاليف الانتاج خاصة على مستوى التصدير الذي يمتص 70 % على الاقل من حجم الانتاج الوطني.
وتجدر الاشارة في هذا الباب الى أن وزارة الفلاحة تتوقع تصدير 180 ألف طن من الزيت إلى موفى أكتوبر 2021 بقيمة جملية في حدود 1500 مليون دينار علما وأن أسعار الزيت شهدت تحسنا ملحوظا خلال نهاية الموسم الزيتي بقيمة 9.200 دينار للكلغ للزيت السائب في حين بلغت العائدات الى حدود نهاية سبتمر 1.2 مليار دينار بتراجع بنسبة 31.2 في المائة مقارنة بموسم 2019 /2020 مثلما بلغت الكميات المصدرة 153.6 ألف طن.
كما تطرق النصرواي إلى معاناة الفلاحين جراء عمليات السرقة التي تطال صابة الزيتون و التي تصل إلى قطع الأشجار وهي عمليات أصبحت تمثل عبء على الفلاح الأمر الذي يفترض حضور امني لتجنب مثل هذه الانتهاكات حسب رأيه.
كما يعاني قطاع زيت الزيتون من ندرة اليد العاملة التي أصبحت بمثابة المرض المزمن للقطاع فعلى الرغم من أن تكاليف الجني باتت مكلفة على الفلاح ،حيث يجد نفسه مضطرا في كثير من الأحيان إلى التنازل عن هامش ربحه من اجل جني صابته.
وفي ما يتعلق بالأسعار ،فقد أوضح النصراوي أن الانطلاق الفعلي للجني لم ينطلق بعد بما لا ينفي وجود عمليات الجني ببعض المناطق لبعض الاصناف من الزيتون و في إنتظار بداية الموسم التي ستكون مع بداية الشهر المقبل فإن التوقعات تذهب الى تسجيل تحسن في الاسعار مقارنة بالسنة المنقضية بدعم من تزايد الطلب في السوق العالمية فضلا عن النسق التصاعدي الذي تعرفها اسعار الغذاء في العالم .
وتجدر الاشارة في هذا الباب الى أن وزارة الفلاحة الأمريكية قد قدرت تطور الاستهلاك العالمي من الذهب الأخضر ليصل إلى 3.3 مليون طن وقد أرجعت وزارة الفلاحة الأمريكية توقعاتها بشأن نمو الاستهلاك العالمي إلى تطور الإنتاج بكل من تونس و دول الاتحاد الأوروبي ، وقد إعتبرت الوزارة أنه من المتوقع أن يكون للزيادة في الإنتاج تأثير مهم على استهلاك زيت الزيتون ، نظرًا لتوفر المنتج بشكل أكبر والتغيرات المرتقبة في أنماط الاستهلاك .
وعلاوة على ذلك،فإن تطور الإنتاج ،فـإنه يجب أن يُترجم إلى زيادة في الصادرات من الاتحاد الأوروبي الذي من المتوقع أن تشهد زيادة بمقدار 25 ألف طن ، وفي تونس سترتفع الصادرات بشكل اقوي لتصل إلى 225 ألف طن من إجمالي الصادرات.
و بين النصرواي ان الاسعار مرتبطة بالعرض و الطلب وهما العوامل اللذان يحدادان الاسعار بالسوق المحلية لاسيما الاسعار بأسبانبا مع العلم ان متوسط السعر خلال الفترة بين 15 سبتمبر 2021 و14 أكتوبر الجاري قد ترواحت بين 9.230 دينار للكلغ لزيت الزيتون الوقاد و10648 دينار للكلغ للبكر الممتاز و9.643 دينار لزيت الزيتون البكر مع العلم أن الاسعاربيع الزيت للمستهلك من المعاصر قد ترواح السنة المنقضية بين 6.5 دنانير و 12 دينار .
وعن تكلفة الانتاج ،فقد قال محدثنا ان في دراسة أنجزت على مستوى اتحاد الفلاحين منذ سنة 2019 اثبتت ان تكلفة الانتاج للكلغ من الزيت لا يقل 8 دنانير في الوقت الذي بلغ سعر البيع آنذاك 3500 مليم لكلغ من الزيت.
من المتوقع ان تنعش صادرات زيت الزيتون الميزان التجاري الغذائي و تباعا الميزان التجاري الذي تأثر سلبا تحت نقص الصابة خلال موسم 2020 مع ارتفاع ورادات الحبوب ،علما وإن صادرات زيت الزيتون قد مثلت 10 في المائة من إجمالي الصادرات خلال موسم 2019 /2020 وقد مثلت عائدات صادرات زيت الزيتون آنذاك خامس مصدر للعملة الصعبة ،كما ساهمت الصادرات في التقليص من العجز التجاري الغذائي وذلك لنمو العائدات بـ77 % .
وقد سجلت تونس الاستثناء خلال موسم 2019 /2020 بتجاوز سقف التوقعات وتصدير 375 ألف طن منذ بداية الموسم إلى موفى شهر أكتوبر وقد مثلت صادرات زيت الزيتون حوالي 50 % من إجمالي الصادرات الغذائية بعد ماكانت في حدود 33 % خلال الفترة ذاتها من موسم 2018 /2019.