مما عمق الصدمة النفطية في عديد البلدان ارتفع سعر الغاز الطبيعي في الاسواق العالمية بسرعة مما ينذر بمزيد المتاعب لعديد البلدان الموردة اساسا.
الغاز الذي يعد ثالث مصدر للطاقة في العالم بعد البترول والفحم ويمثل نحو 21 % من مصادر الطاقة الأولية في العالم، فيما يمثل النفط 35 %. وتعد روسيا اكبر المنتجين صحبة كل من ايران وقطر وتشهد الاسواق العالمية ارتفاعا في الاسعار.
ارتبكت أساسا الأسواق الاروبية للغاز بعد خفض الشركة الروسية غازبروم ضخها لكميات الغاز الى اروبا خلال الأشهر الأخيرة مما ادى الى ارتفاع اسعار العقود الآجلة للغاز بمستويات قياسية واعتبرت وفق عديد التقارير الاعلى منذ 7 سنوات، وبلغ سعر العقود الآجلة لأسعار الغاز لشهر نوفمبر المقبل إلى مستوى 1224 دولارا لكل ألف متر مكعب. تصريحات السياسيين التي اصبحت في الفترة الاخيرة اللاعب الأساسي في ملعب الأسواق العالمية لمصادر الطاقة الاولية فبعد ان كان انعكس اتصال هاتفي بين الرئيس الامريكي جو بايدن مع نظيره الصيني شي جين بينغ في سعر النفط حيث قفز سعر البرميل الى اكثر من 80 دولار ويرجح انه في طريقه الى 100 دولار. وهدأت الاسعار في اروبا بعد ان امر الرئيس الروسي فلادمير بوتين شركة غازبروم والحكومة بالتقيد بنقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر أراضي أوكرانيا.
ارتفاع الاسعار الذي يتزامن مع ارتفاع الطلب في شمال الكرة الارضية التي بدات في موسم الشتاء بالاضافة الى تاثير الانتعاش الاقتصادي الذي تشهده معظم البلدان مع بداية تجاوز ازمة تفشي فيروس كرونا ويرجح المحللون ان تشهد الأسعار ارتفاعا مع تزايد الطلب من طرف كل من الصين واليابان تزامنا مع بداية الشتاء فيهما.
اضطرابات الاسعار التي تعيشها معظم البلدان والارتفاع القياسي لها يلقي بظلاله على تونس التي ستكون تحت تاثير ازمة مزدوجة تزيد من تعقيد وضعها الطاقي والعودة الى اتساع عجز الميزان الطاقي الذي تحسن السنة الفارطة بسبب الحجر الصحي الشامل والإجراءات المتخذة توقيا من تفشي فيروس كورونا فالدخول في مناقصات عالمية لشراء كميات من الغاز في هذا الظرف سيكون له اثار بليغة في الميزان الطاقي وفي حجم الدعم وفي اسعار البيع للمستهلك. تجدر الإشارة الى أن النشرية للوضع الطاقي لشهر جويلية كشفت عن ارتفاع الطلب على الغاز إلى موفى جويلية 2021 بـ 6 %، ويمثل نسبة 52 % من جملة الطلب على الطاقة الاولية وسجلت واردات الغاز الطبيعي انخفاضا بـ 24 %
ارتفع الانتاج الوطني من الغاز الطبيعي ب 23 % بعد دخول حقل نوارة حيز الاستغلال بالإضافة الى تحسن انتاج حقول بأقل-فرانيق وحقل المعمورة ودخول حقلي عبير وبشرى حيز الإنتاج منذ مارس 2021.