العبء الأكبر من تبعات جائحة كوفيد 19 لا سيما تلك التي يرتبط اقتصادها أساسا بالقطاع السياحي.
من المنتظر أن يؤدي إنهيار القطاع السياحي بسبب الجائحة إلى فقدان ملايين الوظائف علاوة على تآكل اكثر من 4 الاف مليار دولار من الناتج العالمي الإجمالي لسنتي 2020 و2021 بحسب تقرير الاونكتاد الذي يشير إلى أن الخسائر المقدرة لا تتعلق بالتأثير المباشر للوباء على القطاع السياحي إنما بتداعياته على عدة قطاعات لها صلة وثيقة بقطاع السياحة على غرار القطاع الفلاحي.
وشددت المنظمة على أن إيقاف نزيف الخسائر يبق متوقفا على نسق التطعيم في العالم و يذهب خبراء كانت المنظمة قد استطلعت آرائهم إلى أن عودة نشاط القطاع لن يكون قبل 2023 ويذهب نصف المستجوبين إلى أبعد من ذلك وتحديدا الى سنة 2024 اين ستعود السياحة الدولية الى مستويات ما قبل الجائحة.
وأورد التقرير أن الانخفاض الحاد في عدد السياح الوافدين في جميع أنحاء العالم في عام 2020، أدى إلى خسارة اقتصادية بلغت 2.4 تريليون دولار، ومن المتوقع أن يكون الرقم مشابها هذا العام ،مشيرا إلى أن قيمة الخسائر المنتظرة يرتبط بمدى تعافي القطاع السياحي الذي يعتمد بدوره على تقدم عمليات التلقيح ضد فيروس كوفيد 19، حيث من المنتظر ان يتعافى قطاع السياحة في الدول التي بها معدلات التطعيم مرتفعة على غرار ألمانيا وسويسرا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.
ورجح التقرير حدوث انتعاشة طفيفة في السياحة الدولية خلال النصف الثاني من السنة الحالية بما لا ينفي تسجيل خسائر للقطاع تترواح بين 1.7 و 2.4 تريليون دولار.
ويشير التقرير إلى أن تونس جاءت في المركز السادس من حيث تراجع عدد الوافدين بنسبة 79 % إلى جانب خمس دول أخرى مع العلم أن نسبة التراجع على الصعيد العالمي قد قدرت بـ74 % وقد تراوحت النسبة في بعض الدول المتقدمة 80 و90 % وذلك تباعا لإجراءات الحماية المتخذة للتصدي لانتشار فيروس كورونا خلال سنة 2020.
وبحسب ما جاء في التقرير ذاته،فإن بداية السنة الحالية لا تختلف كثيرا عن سنة 2020 ،حيث تواصل النسق السلبي للقطاع بنسبة تراجع في حدود 88 % مقارنة بفترة ما قبل بروز الجائحة وقد إمتدت بذلك التأثيرات غير المباشرة على القطاعات ذات العلاقة.
وكانت الأمينة العامة بالإنابة لـ(الأونكتاد) إيزابيل ديورانت قد قالت« يحتاج العالم إلى جهود تلقيح عالمية من شأنها حماية العمال والتخفيف من الآثار الاجتماعية السلبية، وإتخاذ قرارات إستراتيجية بشأن السياحة، مع مراعاة التغييرات الهيكلية المحتملة».
وبدوره قال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية زوراب بولوليكاشفيلي: «السياحة هي شريان الحياة للملايين، وتعزيز التطعيم لحماية المجتمعات ودعم إعادة بدء السياحة الآمنة أمر بالغ الأهمية لاستعادة الوظائف وتوليد الموارد التي تشتد الحاجة إليها، لا سيما في البلدان النامية، التي يعتمد الكثير منها اعتمادا كبيرا على السياحة الدولية ».