فيما الشبكة العالمية للأمن الغذائي تحذر من ارتفاع أزمة الغذاء في العالم: زيادات كبيرة في أسعار السكر والزيوت واللحوم والحبوب ترفع مؤشر «الفاو» لأسعار الغذاء إلى أعلى مستوى منذ 2014

تتواصل موجة ارتفاع أسعار الغذاء في السوق العالمية متأثرة بالزيادة الحاصلة في أثمان السكر و الزيوت ومنتجات الألبان والحبوب

وقد كشفت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة خلال إصدارها الشهري أول أمس عن صعود أسعار الغذاء العالمية للشهر الـ11 على التوالي خلال شهر أفريل لتسجل أعلى مستوى لها منذ ماي 2014.
أدت الزيادات الكبيرة في سعر السكر إلى ارتفاع مؤشر أسعار الغذاء خلال شهر أفريل المنقضي ،حيث زادت بنسبة 60 % عن مستواها المسجل في الشهر ذاته من العام الفائت ويعزى الارتفاع الحاد في الأسعار الدولية للسكر في أفريل إلى عمليات الشراء القوية وسط المخاوف المتزايدة بشأن انحسار الإمدادات العالمية في الفترة 2020 - 2021 نتيجة تباطؤ التقدم في الحصاد في البرازيل والأضرار التي لحقت بالمحاصيل في فرنسا بسبب الصقيع ، حيث بلغ متوسط مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الحبوب 125.1 نقطة مسجلا بذلك بزيادة قدرها 1.5 نقاط (1.2 %) عن مستواه في مارس .
وقالت الفاو أن تقلّص المساحات المزروعة في الولايات المتحدة الأمريكية وفي ظل إنحسار إمدادات الذرة عمومًا واستمرار الطلب القوي، ارتفعت أسعار الذرة بنسبة 66.7 % عن قيمها المسجّلة العام الفائت، وبقيت أعلى من مستوياتها المسجّلة منذ منتصف عام 2013.ومن بين الحبوب الخشنة الأخرى، تراجع أسعار الدولية للشعير والذرة الرفيعة، وظلّت الأسعار الدولية للقمح مستقرة عمومًا خلال الشهر المنقضي لكنها ظلت أعلى بنسبة 17 % من قيمها المسجّلة في أفريل 2020.
كما شهدت أسعار الزيوت النباتية ارتفاعا بنسبة 1.8 % عن مستواه المسجّل خلال شهر مارس، مدفوعًا بارتفاع أسعار زيت الصويا وبذور اللفت والنخيل التي عوّضت عن انخفاض أسعار زيت دوار الشمس وارتفعت كذلك أسعار زيت الصويا وبذور اللفت مدعومةً، على التوالي، بارتفاع الطلب العالمي وانحسار الإمدادات العالمية لمدة طويلة.
كما زادت أسعار منتجات الألبان بنسبة 1.2 % عن مستواه المسجل في مارس، مسجّلًا بذلك زيادة للشهر الحادي عشر على التوالي، وبقي بالتالي أعلى بنسبة 24.1 % من قيمته خلال العام الفائت وقد زادت أسعار الحليب المجفف المقشود نتيجة ارتفاع الطلب على الواردات من شرق آسيا، ويعزى السبب جزئيًا إلى الشواغل المتعلقة بالتأخير المحتمل في الشحن وسط الإمدادات المحدودة من أوروبا وأوسيانيا. كما زادت أسعار الأجبان بسبب ارتفاع الطلب من آسيا.
وارتفعت أسعار اللحوم للشهر السابع على التوالي، فزاد المؤشر بنسبة 1.7 % تحت تأثير الطلب القوي من شرق آسيا، وسط انحسار الإمدادات من أوسيانيا بسبب العملية الجارية لإعادة تكوين قطعان الماشية وانخفاض المخزونات. وأدّى كذلك ارتفاع المبيعات الداخلية في بعض الأقاليم المنتجة إلى دعم أسعار لحوم البقر والغنم. وفي الوقت نفسه، ظلت أسعار لحوم الدواجن ثابتة، ما يظهر التوازن في الأسواق العالمية عمومًا.
وقالت المنظمة الفاو إن التوقعات الجديدة تشير إلى نمو في إنتاج كل من القمح والذرة عالميا في الموسم المقبل. يأتي ذلك في وقت أكدت فيه الشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية، أن غياب الأمن الغذائي الحاد ازداد حدة في 2020 تحت تأثير النزاعات والأزمات الاقتصادية، التي تفاقمت بسبب وباء كوفيد - 19 وحوادث مناخية، متوقعة أن يكون 2021 عاما «صعبا». وقال تقرير للشبكة ، إن 155 مليون شخص في 55 دولة كانوا في وضع «أزمة»- الدرجة الثالثة على السلم الدولي للأمن الغذائي - أو «أسوأ».
أحلام الباشا

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115