خلال الفترة ذاتها من السنة المنقضية ويعود العجز المسجل إلى نمو فاتورة واردات الحبوب التي زادت بأكثر من 30 % وفقا لما ورد في نشرية الميزان التجاري الغذائي الصادرة عن المرصد الوطني للفلاحة .
تشير بيانات وزارة الفلاحة إلى تراجع نسبة تغطية الصادرات بالواردات مع موفى مارس 2021 إلى 84 % بعد أن كانت 113.5 % في 2020 و قد بلغت قيمة الواردات الغذائية خلال الثلاثية الأولى إلى 1.6 مليار دينار مسجلة بذلك إرتفاع بنسبة 27.5 % و في المقابل تراجعت الصادرات بنسبة 4.7 %، وتجدر الإشارة إلى أن نسبة العجز المسجلة خلال شهر مارس قد قدرت بـ71 مليون دينار وهو المستوى ذاته المسجل خلال شهر جانفي من السنة الحالية.
وتوضح معطيات وزارة الفلاحة أن تراجع الصادرات الغذائية التي تحتكر 12.6 من إجمالي الصادرات ،يعود إلى تراجع صادرات زيت الزيتون الذي شهد سعره إرتفاعا بـ36.5 % مقارنة بالسنة المنقضية ،غير أن انتعاشة السعر لم تعط أكلها في ظل تراجع الكميات ،حيث لم يقع تصدير سوى 69 ألف طن على مدى ثلاثة أشهر بقيمة 541.3 مليون دينار ،أما في ما يتعلق بصادرات التمور،فإن الأمر سيان،فعلى الرغم من ارتفاع الكميات فإن قيمة الصادرات جاءت في القيمة ذاتها المسجلة السنة المنقضية وذلك بسبب تراجع فقد شهد السعر بنسبة 15.1 % مع العلم أن سعر اللتر من زيت الزيتون في السوق المحلية ارفع من سعر عند التصدير حيث يباع في السوق العالمية بـ7.8 دينار للتر مقابل 10 دنانير في السوق المحلية و الأمر ذاته ينطبق على أسعار التمور التي تباع في السوق العالمية بنصف الأسعار المتداولة في الأسواق المحلية ،حيث يباع التمر 5.8 دينار عند التصدير مقابل أسعار وصلت إلى 14 دينارعلى المستوى المحلي.
وفي ما يتعلق بالواردات الغذائية التي مثلت11.7 % من إجمالي الواردات ، فإن نشرية المرصد الوطني للفلاحة سجلت تراجعا ملحوظا في كل من ورادات البطاطا بنسبة 80 % واللحوم بنسبة 75 في المائة من حيث الكمية مثلما تراجعت وردات السكر والزيوت النباتية و على الرغم من التراجع المهم في أغلب الواردات فقد ظلت واردات الحبوب تلقي بثقلها على الميزان التجاري الغذائي وذلك بسبب إرتفاع سعر للقمح الصلب بنسبة 12.4 % والقمح اللين بـ17.1 % و37.1 % للذرة ،مع العلم إن قيمة واردات الحبوب تجاوزت 500 مليون دينار مع العلم ان جل أسعار الواردات قد إرتفعت بإستثناء اللحوم و السكر. في سياق متصل ، كشفت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) عن تواصل إرتفاع الأسعار العالمية للسلع الغذائية خلال شهر مارس للشهر العاشر على التوالي مدفوعا بصعود أسعار الزيوت النباتية والألبان مرجحة ان تستمر موجة ارتفاع أسعار الغذاء في العالم .
من المنتظر أن يتأثر الميزان التجاري الغذائي خلال السنة الجارية بعد التحسن الذي شهده السنة المنقضية وذلك بسبب تراجع صابة زيت الزيتون وفقا للتوقعات بنحو 40 % مقارنة مع الموسم القياسي لصابة الموسم الفارط.