الملابس الجاهزة التونسية: بين الدفاع عن المنتوج المحلي و التبعية التامة للخارج في المواد الأولية

• تونس ليست وجهة جاذبة للامتياز التجاري العالمي «الفرانشيز» وفق مؤشر جاذبية الامتياز التجاري العالمي

«صنع في تونس» تمثل دافعا للغيورين على الصنع المحلي للإقبال على المنتوج التونسي كما تمثل سببا للابتعاد عنه لاقترانه بتدني جودته، وتنتصب الملابس الجاهزة في صلب هذا الصراع بين الدفاع عن النسيج الصناعي في تونس والبحث عن الجودة في منتوجات أخرى مصنعة في الخارج وبين هذين الخيارين يواجه القطاع تحديات كبرى أمام تعدد الصدمات التي يواجهها والتي تقترن منذ سنة بالأزمة الصحية وتأثيرها في النشاط ككل.

قال محسن بن ساسي رئيس الغرفة الوطنية النقابية لتجار الملابس الجاهزة في تصريح لـ«المغرب» إن القطاع يواجه عديد الصعوبات التي تعيق نموه والتي تتمثل أبرزها في توريد المادة الأولية والإكسسوارات بنسبة 100 % والصين وتركيا أبرز المزودين. مشيرا إلى أن الأسواق التي سبقت تونس تعتمد على مواردها الذاتية لافتا إلى أن توفير مواد أولية محلية يساهم في تدعيم سوق الشغل من 160 ألف عامل حاليا إلى أكثر من 400 ألف عامل.

وأمام المنافسة التي يلقاها المنتوج المحلي من محلات الفرانشيز قال المتحدث أن العديد من الماركات تصنع في تونس وبيد عاملة تونسية كفؤة إلا أن تونس لم تحسن استغلالها. وتعد تونس خامس مزود للدول الاروبية بالنسيج والملابس .
وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن تقرير مؤشر جاذبية الامتياز التجاري العالمي لسنة 2020 الذي أصدره مركز الامتياز العالمي «روزنبرغ» التابع لجامعة نيو هامبشاير احتلت فيه تونس المركز 77 عالميا من بين 131 دولة.

ويتضمن التقرير مجموعة من المؤشرات وهي مخاطر السوق (المركز 66 )، مخاطر المسافة الجغرافية والبعد الثقافي( المركز 29)، المخاطر القانونية والتنظيمية (المركز 72)، المخاطر الاقتصادية والسياسية (المرتبة 74) وآفاق الأسواق (مركز 108).
ودعا المتحدث إلى ضرورة مساندة الدولة للقطاع حتى ينجح في النهوض بالاقتصاد الوطني ويساهم في المجهود الوطني للتشغيل وتضمين ذلك في مجلة الاستثمار. وبين أن القطاع كان يوفر عائدات بـ 6000 مليون دينار ولديه القدرة على العودة إلى سابق أدائه في صورة قيام الدولة بدورها في هذا الصدد.
وفي نتائج التجارة الخارجية للشهرين الأولين من العام الجاري سجلت صادرات النسيج والملابس  والجلد تراجعا بـ 8 %.

ويعد البحث الذي أنجزه المعهد الوطني للإستهلاك خلال شهر نوفمبر 2017 بحثا حول «المستهلك التونسي والتقليد» الوحيد الذي تطرق الى سلوك التونسيين تجاه المنتوج التونسي والاجنبي ومن نتائجه أن 85.5 % من التونسيين من عاداتهم التثبت من مصدر المنتوج قبل شرائه، منهم 50 % يتثبتون دائما. و69.3 % من التونسيين يميزون بين المنتوج التونسي والمنتوج الأجنبي بعبارة «صنع في تونس». و9.4 % فقط من التونسيين يعرفون كيف يبدأ الترقيم بالأعمدة (Code à barres) للمنتوج التونسي، أي أن 90.6 % لا يعرفون أن المنتوج الوطني يبدأ ترقيمه بالعمدة بـ619، وفي صورة وجود منتوج تونسي واخر أجنبي، أولوية الشراء بالنسبة لـ29.5 % فقط من التونسيين تعود دائما للمنتوج التونسي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115