في تعمق أزمة منظومة الألبان: وفرة في الإنتاج تتسبب في إتلاف 300 ألف لتر يوميا وهي تتزامن مع مطالب بتدخل الدولة لدعم الأعلاف لتخفيف أعباء الإنتاج

• قرار جديد لوزارة التجارة يضبط هامش الربح عند بيع الأعلاف بـ 10 %

يبدو أن قرار وزارة التجارة و تنمية الصادرات المتعلق بضبط هوامش ربح مدخلات الأعلاف الحيوانية من حبوب الذرة وفيتورة الصوجا، لن يكون كافيا لإيقاف نزيف إرتفاع أسعار الأعلاف العامل الأكثر تأثير في تسعيرة الحليب ،حيث أكد مدير وحدة الإنتاج الحيواني بالاتحاد الوطني للفلاحة والصيد البحري منور الصغيري في تصريح لـ«المغرب» أن ضبط هامش الربح عند البيع بنسبة 10 % لا يعتبر حلا نهائيا مشيرا إلى أن وضعية منظومة الألبان اليوم تتطلب حلولا أكثر نجاعة على غرار تدخل الدولة لدعم الأعلاف المركبة.
عملا بتنفيذ اللجنة المشتركة 5+5 بين الحكومة والاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري والتي كانت من مخرجاتها العمل على مزيد التحكم في أسعار مدخلات الأعلاف وضبط هيكلة لتسعيرها مع إقرار تحديد هوامش الربح عند البيع وذلك من خلال الضغط على هوامش الربح لمصانع الأعلاف المركبة بما يخفف من وطأة الأسعار على المربين ،حيث أصدرت وزارة التجارة و تنمية الصادرات بتاريخ 9 مارس الجاري قرارا جديدا يتضمن النزول بنسبة هامش الربح الموظفة على حبوب ذرة وفيتورة الصوجا إلى 10 % من سعر الشراء بالنسبة لمدخلات الأعلاف المنتجة محليا وكلفة الشراء بالنسبة لمدخلات الأعلاف الموردة مع العلم ان الوزير التجارة السابق محمد مسيليني، كان قد حدد في مقرر نشره في سبتمبر المنقضي عن تحديد هامش الربح المطبق على مدخلات الأعلاف الحيوانية (فيتورة الصوجا والذرة) بنسبة 20 بالمائة من سعر الشراء بالنسبة للأعلاف المنتجة محليا ومن كلفة الشراء بالنسبة للأعلاف الموردة، وذلك بداية من غرّة سبتمبر 2020.
وقد أكد مدير وحدة الإنتاج الحيواني بالاتحاد الوطني للفلاحة والصيد البحري منور الصغيري في تصريح ل»المغرب « على هذا القرار بكونه ليس جديدا مشيرا إلى أن السنوات الفارطة وتحديدا في 2019 كانت قد شهدت إرتفاعا في هوامش الربح بشكل لافت وأضاف المتحدث أن منظومة الألبان اليوم في حاجة إلى دعم جدي ،حيث يطالب اتحاد الفلاحين بتدخل الدولة عبر تقديم دعم مادي لمنظومة الأعلاف بصفة مرحلية إلى حين تبني إستراتجية وطنية للأعلاف تفي بحاجيات القطيع.
وقال المصدر ذاته أن أسعار الأعلاف عالميا تشهد نسقا تصاعديا منذ سنة 2020 ،فقد شهدت أسعار الصوجا في ظرف 3 أشهر الأخيرة من السنة المنقضية بنسبة 50 % فيما زادت حبوب الذرة ب57 % مما انعكس على أسعار الأعلاف المركبة في تونس ،حيث سجلت ارتفاعا بنحو 200 دينار على الطن وهو أثر سلبا على كلفة الإنتاج .
وبين الصغيري أن منظومة الألبان في مثل هذه التكاليف سيكون لها تأثير على ديمومة المنظومة ولذلك يعتبر تدخل الدول أمرا عاجلا للإنقاذ ، ويقترح إتحاد الفلاحين أن تتكفل بالأعباء المسجلة في حال تجاوزت فيتورة الصوجا 000 1.500 دينار للطن الواحد وفاتورة حبوب الذرة 600 دينار ،أي ان الدولة تتحمل الفارق الذي يزيد عن الأسعار الأنف ذكرها و سيمكن هذا الدعم من تخفيف تكاليف الانتاج بما يساعد على تجاوز الأزمة التي تعيشها المنظومة.
وقد أكد صغيري أن منظومة الألبان تواجه خطر وفرة الإنتاج من جهة ومعظلة تسويقه من جهة ثانية ،حيث ازدادت الكميات المتلفة من الحليب الى 300 ألف لتر يوميا اي بما قيمته 350 ألف دينار يوميا يقع خسارتها،حيث من الضروري اليوم تفعيل وحدو التجفيف لامتصاص فائض الإنتاج.
جدير بالذكر إلى أن إجتماع اللجنة المشتركة 5+5 بين الحكومة والاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري قد إنتهى إلى إقرار جملة من الإجراءات لفائدة القطاع الفلاحي ،حيث كان من المنتظر الترفيع في سعر الحليب عند الإنتاج وقد رجح أن تكون قيمة الزيادة بين 100و 150 مليم للتر .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115