ومن المتوقع ايضا ان تكون صدمة الاقتصاديات المعتمدة على السياحة أسوأ بكثير من صدمة الاقتصاديات الأخرى.
تؤكد جل التقارير على ان الاقتصاديات التي تعتمد على السياحة هي الاكثر تضررا من الوباء ويقول صندوق النقد الدولي إن السياحة تمثل اكثر من 10 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وتوفر اكثر من 320 مليون وظيفة وتتعرض 100 مليون وظيفة للخطر بسبب تفشي فيروس كورونا والإجراءات التي تم اتخاذها لحماية الأرواح. ستسجل البلدان الإفريقية المعتمدة على السياحة انكماشا بنحو 12 %.
ويضيف النقد الدولي أن اغلب المؤسسات السياحية هي مؤسسات صغيرة ومتوسطة وتمثل النساء نحو 54 % من مجموع الموظفين. وتتوقف عودة السياحة على القرار الشخصي بالموازنة بين خطر الإصابة بالمرض والرغبة في السفر.
ستشهد صناعة السياحة تحولا من خلال إقبال المسافرين الأقل تأثرا بالمخاطر كالمغامرين والرحالة ومتسلقي الجبال وراكبي الأمواج.
تراجعت إيرادات السياحة إلى 1.9 مليار دينار الى غاية يوم 10 ديسمبر 2020 مقابل 5.3 مليار دينار في نفس التاريخ من سنة 2019 بانخفاض بنسبة 64 %، وفق آخر إحصائيات البنك المركزي التونسي .
وكانت الجامعة التونسية للنزل قد كشفت خلال ندوة صحفية عن التداعيات الاجتماعية واعتبرت أن تضرر القطاع السياحي سينجر عنه فقدان ما لا يقل عن 27 ألف موطن شغل قار في نهاية سنة 2020 ونزول 6 أسر من أصل 10 يعمل عائلها في قطاع الفنادق تحت خط الفقر كما من المتوقع أن تبلغ نسبة الفقر المدقع من بين هذه الأسر 40 %.
من جهتها كشفت منظمة السياحة العالمية في أحدث تقاريرها عن أن عدد السياح الدوليين الوافدين شهد تراجعا بنسبة 72 % خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2020 بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد.
ووفقا لبيان منظمة السياحة العالمية، فإن قيود السفر وانخفاض ثقة المستهلك والجهود العالمية لاحتواء انتشار كوفيد-19 تعني أن عام 2020 كان أسوأ عام على الإطلاق بالنسبة لعدد المسافرين الدوليين.
وخلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي، شهدت الوجهات العالمية تراجعا بنسبة 900 مليون سائح دولي مقارنة بنفس الفترة من عام 2019، بما يمثل خسارة قدرها 935 مليار دولار أمريكي للقطاع السياحي، أي أكثر 10 مرات من الخسائر الناجمة عن الأزمة الاقتصادية لعام 2009.