حول أزمة قوارير الغاز المنزلي.. الرئيس المدير العام للشركة التونسية لتوزيع البترول لـ«المغرب»: نعمل على ضمان استقرار العرض بمناطق الشمال وسيقع توفير حاجيات المناطق المتضررة بالتناوب

أمام تواصل الاعتصام الذي ينفذه عدد من الشباب في المنطقة الصناعية بقابس والذي تسبب في توقف نشاط مراكز تعبئة قوارير الغاز ،تزداد مخاوف المواطنين

من تواصل الأزمة و امتدادها على بقية المناطق لا سيما أمام موجة مناخية قاسية خلال هذه الأيام ستزيد من مستوى الطلب على قوارير الغاز وفي هذا السياق أكد الرئيس المدير العام للشركة الوطنية لتوزيع البترول نبيل صميدة في تصريح لـ«المغرب» أنه لن يقع حل أزمة بأزمة حيث سيقع الحفاظ على استقرار العرض بالمناطق التي يقع تزويدها من المنطقة البترولية برادس لكن سيقع تزويد المناطق التي تشهد نقصا بصفة استثنائية عبر توفير ثلث الحاجيات لكل منطقة يوميا.

قال الرئيس المدير العام للشركة الوطنية لتوزيع البترول نبيل صميدة في تصريح لـ«المغرب» أن المنطقة الصناعية بقابس والتي تضم 3 شركات تقوم بتعبئة قوارير الغاز متوقفة جراء الاعتصام مما أدى إلى تسجيل اضطراب مهم في التوزيع في ولايات الجنوب والوسط بإعتبار أن المنطقة الصناعية بقابس توفر في حدود 40 % من الإنتاج الوطني و تغطي حاجيات الجنوب و الساحل والوسط .

وأكد المتحدث انه من الصعب على الشركات الناشطة في تعبئة الغاز بالمنطقة البترولية برادس تعويض انتاج المنطقة البترولية بقابس بإعتبارها تغطي حوالي نصف الحاجيات الوطنية .
وأمام صعوبة تغطية المنطقة البترولية برادس ومستودع بنزرت لحاجيات مناطق الجنوب والوسط بشكل كاف ،فإن الحل الذي تم الوصول إليه يكمن في تزويد مناطق الجنوب والوسط بالتناوب حيث لا يمكن للمنطقة برادس إلا توفير ثلث حاجيات الجنوب و الوسط ولذلك سيقع تقسيم مايمكن توفيره من المنطقة البترولية برادس بالتناوب على الولايات التي تشهد نقصا في التزود .

وبين صميدة أن المبادرة التي تقوم بها الشركات الناشطة إجتهاد للتخفيف من النقص الذي تسجله ولايات الجنوب معربا عن أمله في عدم إستمرار الإضراب لا سيما وأن مادة الغاز مادة حياتية . وعلاوة على أنها تمثل جزء لذلك من الأمن الحياتي للتونسيين ،فإن توقف الإنتاج سيكون مكلفا على مستوى الشركات الناشطة في المجال، حيث ستنجر عنه خسائر نتيجة لتقلص المبيعات فضلا عن أجور العاملين دون عمل وفقا لمحدثنا.

وعرج صميدة على إشكالية توفر قوارير الغاز المنزلي ،حيث من الضروري التمييز بين استعمال الغاز المسال المنزلي بترويج قوارير ذات سعة 13 كلغ بسعر مدعم وآخر مخصص للاستعمال الصناعي والخدمات ويعرف أساسا بالغاز الصناعي يروج سائبا أو في حاويات بسعر ارفع من القوارير المخصصة للاستعمال المنزلي.
وأضاف انه على الرغم من أن القانون يمنع استعمال قوارير الغاز المنزلي لغير الاستعمال المنزلي فقد تم ملاحظة بعض الاستعمالات الوحشية والغير القانوينة حيث تقوم بعض الفئات ، بشراء قوارير الغاز المنزلي واستعمالها كبديل للوقود فيما يقتني أصحاب المطاعم عدة قوارير غاز مسال وهو ما يعد تجاوزا لمنظومة الدعم التي تستهدف العائلات .
وأوضح المصدر ذاته أن مادة الغاز المسال المنزلي يقع استيرادها بنسبة 100 % و تتكفل 3 شركات في تونس بتعبئة الغاز، وترتكز الشركات الثلاث في منطقتين الأولى في رادس والثانية في قابس ،فأما عن طاقة الإنتاج برادس فهي تغطي حاجيات الشمال و جزءا من الساحل ،أما المنطقة البترولية بقابس فتغطي حاجيات جزء من الساحل والوسط والجنوب.

وتطرح الإشكالية في التزود بمادة الغاز أثناء هبوط درجات الحرارة ووجود صعوبات في التنقل لكننا اليوم في وضعية صعبة نتيجة منع المصانع من العمل ومنع الشاحنات من الدخول إلى المصانع لنقل مادة الغاز مع العلم أن سعة الشاحنة 80 قارورة و الطاقة تاجية التي تقلص سيقع تعويضها من محطة رادس و مستودع الشركة الوطنية ببنزرت .
كما دعا الرئيس المدير العام للشركة الوطنية لتوزيع البترول المواطنين إلى تجنب اللهفة التي تغذي الممارسات الاحتكارية و المضاربة ،مشيرا إلى ضرورة احترام تعليمات السلامة ،حيث أن التهافت بشكل لا يحترم فيه قواعد السلامة على الشاحنات المحملة بقوارير الغاز من شأنه أن يمثل خطرا على المواطنين.

جدير بالذكر أن توقف المنطقة البترولية بقابس يعود أساسا الى تنسيقية اعتصام الصمود 2 لشباب قابس التي تنفذ اعتصامها للأسبوع الثاني على التوالي أمام المنطقة الصناعية وغلق وحدات تعبئة القوارير بالغاز وهو ما تسبب في نفاد الغاز المنزلي في عدد من الولايات خاصة ولاية صفاقس وفي قفصة و تطاوين الامر الذي خلف حالة من الاستياء والغضب لدى المواطنين الذين أطلقوا عدة نداءات للتدخل الحكومي.

ويطالب المعتصمون بالتنمية والتشغيل وبتفعيل قرارات المجالس الوزارية الخاصة بولاية قابس، ومنها إنشاء صندوق للتنمية والتشغيل وإنجاز المناظرة الخاصة ببرنامج التشغيل بالمجمع الكيميائي التونسي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115