هذه العودة التي تتزامن مع الأزمة الاقتصادية والمالية التي تمر بها تونس تطرح تساؤلات حول مصير الأفكار التي تطرح في كل مناسبة وكيفية تفعيلها وإنجاحها.
قال هيكل المكي رئيس لجنة المالية والتخطيط والتنمية في تصريح لـ«المغرب» ان الإصلاحات الكبرى أصبحت ضرورية اليوم مشيرا الى انه لابد ان تكون إصلاحات شجاعة وهيكلية للمالية العمومية خاصة أنها أصبحت اليوم -حسب قوله- منهكة. ويستوجب الإصلاح إرادة قوية فحسب المتحدث تونس اليوم في حاجة الى أبنائها الشجعان والاستثنائيين لتنفيذ الأفكار المطروحة.
وكانت لجنة المالية والتخطيط والتنمية قد نظمت ندوة علمية يوم الاثنين بمشاركة عدد من الخبراء في المجال الاقتصادي والمالي للتباحث حول الحلول الممكنة لتجاوز الصعوبات المالية في إطار مشروع قانون المالية لسنة 2021.
وباعتبار أن ملف الإصلاحات الكبرى كان من العناوين الرئيسية لحكومات سابقة وتم الحديث فيها في أكثر من مناسبة قال المكي ان طرحها هذه المرة مختلف عن التوجه الذي اتخذته في وقت سابق والذي كان حسب قوله في اتجاه واحد يرتكز على المؤسسات العمومية.
الأفكار الجديدة لإصلاح المؤسسات العمومية المطروحة اليوم، ارتكزت على إرساء حوكمة جديدة لها مبينا ان هذه المؤسسات لا يمكن ان تستمر طريقة التسيير الحالية مع تأكيده على ضرورة ان تظل المؤسسات ملكا لكل التونسيين مع تغيير قواعد تسييرها وان تصبح ربحية وتخفف من الإجراءات الإدارية.
من النقاط التي تم التطرق إليها أيضا إشكالية التداين المشط فقد حذر المكي من ان التداين لا يمكن ان يتواصل بهذا النسق موضحا ان من بين الخبراء والوزراء السابقين من اقترح إحداث صناديق مختصة لتمويل برامج اعادة الهيكلة. كما يوجد اقتراح بانخراط التونسيين المقيمين بالخارج في تمويل عجز الميزانية بإصدار قرض رقاعي. كما انه لابد من حسم أمر بخصوص الطاقات البديلة التي يمكن ان تحقق ثروة لتونس.
وأكد المكي انه بالتوازي مع كل الافكار المطروحة لا يمكن التخلي عن الدور الاجتماعي للدولة وخاصة ان العالم وفي ظل الأزمة الصحية الحالية عادت المناداة بضرورة تعزيز دور الدول.
قال المتحدث كل الأفكار المطروحة ستكون في إطار حوار اقتصادي واجتماعي بقيادة لجنة المالية سيضم كل المتدخلين من الأطراف الاجتماعية كل من لديه حلول جدية والانطلاق الفعلي لهذا الحوار حسب المكي كان بالندوة العلمية المنعقدة مطلع هذا الأسبوع. وسيكون اعمل خلال لقاءات واجتماعات تجمع بين النظري والعملي لأصحاب الخبرة والمعرفة والهدف هو الخروج بخارطة طريق للاقتصاد التونسي.