في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي: الذهب يغير وجهة المستثمرين ويصبح الملاذ الأقل خطورة خلال أزمة «كوفيد 19» ...

لقد أدخل تفشي فيروس كوفيد 19 تغييرات مهمة على أسعار حزمة كبيرة من المواد ويعد الذهب الأسود من المواد التي تأثرت بشكل جعل من سعره

يهوي إلى مستويات قياسية ومقابل ذلك عرفت بعض أسعار المواد الأخرى ارتفاعا على غرار الذهب الذي ما إنفك يشهد سلسلة من الارتفاعات خلال الأشهر الأخيرة.

لقد أثر فيروس الكورونا المستجد في سعر الذهب منذ بداية ظهوره في الصين نهاية العام المنقضي ،وكان قد قفز بأكثر من 13 في المائة منتصف الشهر الجاري مقارنة بأواخر السنة المنقضية ليصل بذلك إلى أعلى مستوى له في أكثر من 7 سنوات ،حيث تخطى عتبة 1718 دولار للأوقية في الوقت الذي كانت الأوقية موفى 2019 في حدود 1518 دولار للأوقية.
وقد كان سعر الذهب متذبذبا منذ انتشار فيروس كورونا في الصين، لكن النسق التصاعدي كان واضحا خلال الأسبوع الأول من السنة الحالية بفعل ازدياد القلق من الفيروس حيث وصل سعر الأوقية الى 1575 دولار ،ثم ارتفع إلى 1660 دولار خلال 24 فيفري بعد تزايد المخاوف من كوفيد 19 وبقي السعر يتدحرج متأثرا بعدد الإصابات والوفيات المسجلة من جراء هذا الفيروس.

ولقد أرجع أستاذ الاقتصاد رضا الشكندالي في تصريح ل» المغرب» صعود أسعار الذهب في السوق العالمية إلى إعتبار سوق الذهب ملاذا آمنا لدى المستثمرين خلال هذه الأزمة ،حيث يلجأ المستثمرين إلى المعدن الأصفر بإعتبار عدم صلته بالتغييرات الاقتصادية الدولية التي أحدثها كوفيد 19 ،فشراء الأسهم يحمل خلال الأزمات الكثير من المخاطر مثلما يعد الائتمان في البنوك غير مربح خاصة بعد لجوء معظم البنوك المركزية إلى التقليص في نسب الفائدة.وأضاف الشكندالي أن حالة عدم اليقين قد غيرت وجهة المستثمرين إلى معدن الذهب لحفظ أموالهم.

وبين المتحدث انه في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، يحول المستثمرون فئات أصولهم، حيث يشهد العالم بالفعل تحولًا من الأصول مثل الأسهم إلى المعادن الثمينة، بسبب وعي المستثمرين بأن الذهب تحتفظ بأسعارها في أوقات الأزمات الاقتصادية وعلاوة على ذلك فإن الأزمة التي أحدثتها الكورونا والتي تسببت في شلل أغلب المحركات الاقتصادية ،قد فرضت طرقا خاصة في تداول الذهب؛ إذ يقوم عدد كبير من الناس والمستثمرين ببيع الذهب للحصول على سيولة كافية لتأمين الحاجيات، أو توفير سلة نقدية تهبهم الأمان المالي.

وعلى الصعيد الوطني ،إعتبر الشكندالي أن السوق الوطنية للذهب لن تكون عرضة للتأثير بإرتفاع أسعار الذهب بإعتبار أن نشاط المصوغ متوقف في تونس ومن الصعب أن تكون هناك عمليات توريد للذهب في الوقت الذي يعد الحفاظ على الاحتياطي من العملة الصعبة في الوقت الراهن مهما بإعتبار تعطل ماكينة التصدير والسياحة فيما تبقى إحتمالية لجوء المستثمرين في تونس إلى معدن الذهب للاستثمار مستبعدة بفعل الصعوبات التي تشهدها المؤسسات الاقتصادية والمصاعب التي تواجه رجال الأعمال.

أما عن توقعات الاسعار لسنة 2020، فقد توقع عدد من المحللين، أن يتعدى سعر أونصة الذهب 1800 دولار في الربع الثاني من العام الحالي، فيما تشير تقارير إلى إمكانية وصولها إلى ألفي دولار.
فقد أعلن بنك «بي إن بي باريبا» عن رفع توقعاته لمتوسط سعر الذهب بمقدار 90 دولاراً إلى 1610 دولارات للأوقية (28.3 غرام ) للعام 2020، كما رجح أن يتراجع متوسط سعر الذهب في 2021 1500 دولار للاوقية.

وتوقع «سيتي غروب» على المدى القصير، أن يصل سعر الذهب إلى 1700 دولار للأوقية خلال الفترة من 6 إلى 12 شهراً المقبلة، ليزيد إلى ألفي دولار في غضون الـ12 إلى 24 شهراً المقبلة.
وتجدر الإشارة الى أن سعر الذهب قد تراجع يوم أمس مع بقائه في مستـــــوى يتعدلى 1700 دولار بعد تحسن الاقبال على المخاطرة و إعتزام دول تخفيف إجراءات العزل العام المرتبطة بكوفيد 19.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115