يعد تامين مخازن كافية من الدواء والغذاء والطاقة من بين الاولويات في حالات الحرب والظروف الاستثنائية وباعتبار الظرف الوبائي الذي تعيشه الإنسانية جمعاء فان التركيز اليوم على المحاور الثلاثة المذكورة لتامينها وستكون الفترة المقبلة تاكيدا لمدى امكانية الدولة الحفاظ على نسق التزويد من هذه السلع الضرورية.
يعد الغذاء الذي يعد الهدف الأول الذي تسعى مجمل الدول إلى تأمينه في هذه الظروف وفي آخر ما قامت به تونس هو شراء 75 ألف طن من القمح الصلب في نهاية شهر مارس وفي 17 مارس قام الديوان الوطني للحبوب بشراء 67 ألف طن. مع التأكيد على أن المخزون يكفي لشهرين، من جهة أخرى يجدد الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري تأكيده على أن العمل الفلاحي متواصل دون انقطاع لتامين حاجيات التونسيين من كل المنتوجات كما أن بعض السلع الأخرى المعتمدة على التوريد على غرار الشاي والسكر والقهوة فإنها تكفي إلى منتصف سبتمبر القادم. ويتواصل الشحن في كامل البلدان فالنقل البحري التجاري تم استثناؤه من عمليات الغلق التي قامت بها اغلب البلدان. الا ان اتوجه عديد البلدان المصدرة للغداء والحبوب اساسا نحو تقييد صادراتها اكثر قد يخلق اشكالا في تزود البلدان الموردة اذا ما استمر الحجر الصحي العام في اغلب البلدان.
تأمين الطاقة يعد أيضا من بين للمحاور الثلاثة ذات الأولوية والتي يحدد مدى قدرة الدولة على توفيرها للمواطن وللمصانع والشركات وفي هذا السياق قال حازم اليحياوي مدير عام الطاقة في تصريح للمغرب أن الوضع العام للطاقة مطمئن فطاقة الخزن تكفي ل 77 يوم كما يوجد اليوم مخزون استراتيجي يكفي لـ 60 يوم ويمثل الغازوال «المازوط» 60 % منه باعتبار الاستعمال المكثف له من طرف عديد الأنشطة. أما بالنسبة للكهرباء قال اليحياوي انه لا يوجد أي وضع حرج فالغاز موجود سواءا القادم من الجزائر او من حقل نوارة بعد دخوله حيز الاستغلال.
اما بالنسبة الى تامين الدواء والذي كان قد اثار اشكالا قبل انتشار وباء كورونا بتسجيل نقص في عديد الأدوية خاصة بالامراض المزمنة خاصة وبقية الامراض ايضا ومع بداية تفشي فيروس كورونا يتم التاكيد على ان المخزون من الادوية يكفي لاكثر من ثلاثة اشهر والعمل على مزيد التواصل مع المزودين المحليين والخارجيين لمزيد توفير الادوية الا انه وعند التوجه الى الصيدليات ينكشف النقص وفي هذا السياق قال الناظم الشاكري رئيس جمعية الصيادلة في تصريح للمغرب ان نحو 300 دواء مفقود اليوم وهي ادوية مفقودة منذ 2018 مبينا انه على الرغم من صيحات الفزع التي أطلقها الصيادلة لاجل تلافي هذا النقص الا ان الأمر مازال على ماهو عليه منذ أشهر.
من جهة اخرى كان لتقلص الاحتياطي من العملة الاجنبية العام الفارط واحتسابها بايام التوريد قد مثل ناقوس خطر باعتبار ان ها الاحتياطي هو بمثابة تامين توريد ثلاثة اشهر من الغذاء والدواء.