مالم يتم تطويق الأزمة والتحكم في انتشار الفيروس: تونس ستشهد ركودا اقتصاديا لـم تعرف له مثيلا منذ 1956 والسياحة والنقل أكبر المتضررين

يبدو أن أزمة تفشي فيروس الكورانا مازلت تخيم على الاقتصاد العالمي والاقتصاد الوطني الذي سيشهد انكماشا لم يعرف له مثيلا منذ سنة 1956

وتنذر بركود يتخوف من تداعياته الخبراء والمختصين في الشان المالي والاقتصادي والمستثمرين في تونس التي توقع صندوق النقد الدولي انكماش اقتصادها بنسبة 4.3 % نتيجة هذه الازمة وبدوره أشار البنك المركزي في اخر بيان له الى حتمية تقلص النمو خلال السنة الحالية مؤكدا ان السياحة والنقل والصناعة أبرز المتضررين ما لم يتم تطويق الأزمة والتحكم في انتشار الفيروس ..

يلاحظ المتابع لاخر التطورات على الصعيد الاقتصادي والنقدي والمالي في ظل انتشار فيروس كورونا ان العديد من الممارات غير المدروسة زادت في تعميق حدة الازمة ومضاعفة تداعياتها على الطبقات الفقيرة والمتوسطة كانت نتيجتها ارتفاع نسبة التضخم خلال شهر مارس المنقضي إلى مستوى. 6.2 % مقابل 5.8 %.

سجلت خلال شهر فيفري 2020، وفق بيانات المعهد الوطني للإحصاء بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية بـ 5.1 % التي اشعلها اضطراب نظام تزود المستهلك الذي ادى الى تذبذب قراراته وعدم قدرته على تحديد حاجياته فزاد من حيث لا يعلم في تعميق ازمته من جهة وتغذية نشاط المهربين والمحتكرين والفقايع التي تتغذى من خوف الازمات والارتباك، رغم المجهودات المبذولة للتحكم في الأسعار وظمان انتظام تزويد السوق بالمواد الضرورية و تفعيل دور كل الأجهزة الأمنية و المراقبة الإقتصادية لمقاومة الاحتكار والمحافظة على القدرة الشرائية.

لقد بات واضحا وبما لا يدع للشك مجال ان تونس تضررت وبكل المقاييس وستظهر المؤشرات سالبة لعدة اعتبارات أولها ترجع النمو الاقتصادي الذي ستعيشه بفعل هذه الازمة وسيكون ارتباطها مباشرا بعدة قطاعات حيوية في البلاد ومحركات أساسية للنمو من بينها السياحة التي تساهم بنحو 10 % من الناتج المحلي الإجمالي وتؤمن الال مواطن الشغل المباشرة وغير المبارة علاوة على النقل والصناعة على اعتبار أن هذه القطاعات أكثر القطاعات الناشطة والتي توقفت نهائيا دون اعتبار القطاع الصناعي الذي قال البنك المركزي في آخر بيان له انه سيشهد ركود انخفاض الطلب الأجنبي وتعطّل شبكات التزويد الخارجي.

من المؤكد وفق كل المعايير ان الصناعات المعملية ستشهد بدورها ا ركودا وتباطؤا في نموها بسبب تراجع رقم معاملاتها بعد إغلاقها وقطع باب التزود بالمواد الأولية المتأتية أساسا أو في جزء كبير منها من الاتحاد الأوروبي الذي يستقطب الحيز الأكبر من التصدير. وبالتالي سيكون التجارة والتصدير المتضرر البارز من هذا الركود دون اعتبار الصناعات التقليدية، و صناعة مكونات السيارات و الصناعات الميكانيكية و الكهربائية وهو ما دفع الجمعية التونسيّة لمصنّعي مكوّنات السيّارات امس ،إلى إطلاق نداء خاص للحكومة لمساعدتها على الخروج من الازمة..

لئن بات واضحا ان تونس تمر بظرف اقتصادي دقيق يتسم بالصعوبة والحذر تعمقت حدته بفعل غلق العديد من المؤسسات ابوابها وايقاف انتاجها الذي من المتوقع ان يتواصل لمدة اخرى ولئن توقع الخبراء والمختصون في الشان المالي انكماشا اقتصاديا قد يتراوح ما بين 9 و 10 % بفعل هذه الازمة والجائحة الموجعة الا نهم توقعوا ايضا ان الخروج منها سيكون سريعا اذا تم التعامل مع الوضع بكل مسؤولية ووعي وتم الالتزام بشروط الحجر الصحي التام وتطويق الفيروس والتحكم في انتشاره اذ كلما زاد عدم اكتراث المواطن واستهتاره بالضوابط المقررة كلما زاد الفيروس انتشارا وزاد الاقتصاد ركود والوضع انكماشا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115