على غرار منظومة الدواجن التي باتت مقبلة على «كارثة « جراء حالة الطوارئ الصحية من وراء فيروس كورونا التي تعيشها البلاد ،وما واكبها من إجراءات كإغلاق المطاعم ومحلات الأكل السريع والنزل التي تمتص نسبة كبيرة من إنتاج لحوم الدجاج.
قال عضو جامعة مربي الدواجن فتحي بن خليفة في تصريح ل» المغرب» أن آلة الإنتاج الدواجن لم تتعطل في الوقت الذي تراجع فيه حجم الاستهلاك ومن ضمن الإجراءات الأخرى التي تطالب بها جامعة مربي الدواجن على الحكومة لتخفيف حدّة الأزمة التي يرزح تحتها القطاع، والتي تهدد المربين بالإفلاس، التدخل من أجل إحداث مخازن تعديلية إستراتجية لامتصاص وفرة الإنتاج لمنع انهيار الأسعار من جهة وتحسبا لأي أزمة منتظرة خلال الأشهر المقبلة خاصة وأن هناك عدة بلدان قد بدأت في اتخاذ إجراءات حمائية والانغلاق على نفسها من أجل توفير الغذاء لشعوبها مما قد يخلق أزمة في توفر الغذاء.
وأضاف بن خليفة أنه تم إرسال طلب إلى مجمع المهني المشترك لمنتجات الدواجن والارانب للتدخل لامتصاص 30 مليون بيضة و3000 طن من لحوم الدواجن و3000 طن من الديك الرومي تضاف إلى المخزونات التعديلية الخاصة بشهر رمضان وقد إعتبر بن خليفة هذا الإجراء سيخفف من الخسائر التي سيتكبدها القطاع بعد أن ضعف الطلب وهوَتْ أسعار بيع الدجاج بالجملة في الضيعات ببعض المناطق لا سيما الدجاج الحي الذي نزل سعره عن سعر البيع المحدد ب300مليم في الكيلوغرام الواحد .
إشترك في النسخة الرقمية للمغرب
وأكد محدثنا أن إغلاق المطاعم ومحلات الأكل ،قد تسبب في تعثر تسويق إنتاج ضيعات تربية الدواجن من اللحوم البيضاء نتيجة الحجر الصحي الذي أضعف إقبال الأسر على اقتناء لحوم الدواجن من جهة و تراجع المقدرة الشرائية بعد التوقف الاضطراري لعدد من المواطنين عن العمل من جهة ثانية ،مما أدى إلى حالة ركود في السوق وتقلص حجم المبيعات في الضيعات بنسبة وصلت إلى 40 %..
جميع الأسعار في اللحوم ستنخفض...
وقد حذر المصدر ذاته من حدوث انهيار في أسعار الدواجن خلال الأسابيع المقبلة مالم تتدخل الدولة لاستيعاب الفائض الناجم عن تدهور الطلب ولن يقف هبوط الأسعار عند منظومة الدواجن فقط فجميع أسعار اللحوم ستنخفض ،معتبرا أن منظومة الدواجن ليست المنظومة الفلاحية الوحيدة التي تمر في صعوبات في الوضع الحالي و في حاجة إلى التدخل ،فمنظومة اللحوم الحمراء تئن ووزارة التجارة مطالبة بضبط مسالك التوزيع في هذه المنظومة وتجنب اللجوء إلى التوريد الذي سينهش الاحتياطي من العملة الصعبة في هذه الظروف وقد إقترح بن خليفة عقد إتفاق بين الفلاحين وشركة اللحوم يقضي ببيع العجول إلى الشركة بأسعار دون حتى تلك التي يقع الاستيراد بها تحت إشراف وزارة التجارة بما يضمن توفر المنتجات في
السوق مع أسعار مناسبة تمنع تغول المحتكرين والمضاربين .
كما شدد بن خليفة على ضرورة إحداث مخزونات استراتجية في مادة الحليب والبطاطا والغلال تحسبا من الظروف التي قد تطرأ تبعا لأزمة الكوفيد 19 ،فالعديد من الدول لجأت إلى الحمائية لتأمين حاجياتها من الغذاء على المدى البعيد وقد تلجأ بعض الدول التي نستورد منها المواد الغذائية إلى إيقاف التصدير ، كما ان تواصل الحجر الصحي في تونس قد يعطل مكنة النشاط الفلاحي وتنقل العملة وهي من الأمور التي ستؤدي إلى حدوث كارثة غذائية حسب تعبيره.