الساعة السادسة صباحا ، نحو خمسة عشرة امرأة تنتظر هنا تحت المسجد المغلق منذ اسبوعين، هذا هو اليوم الثالث لحظر الجولان، همساتهن في الفجر بدعوات لأنفسهن ولكل العالم تسمع من بعيد، فجاة تتحرك المجموعة لقد أتت شاحنة صغيرة لتقلهن. دون اي تردد صعدن دون تباعد ولا مسافة أمان.
المدة الزمنية الفاصلة بين نقطة الانطلاق والوصول 20 دقيقة وهي مدة طويلة في مقارنة بسرعة انتقال العدوى وفق ما يصرح به الخبراء. والدعوات الى التباعد لا يمكن ان تتم الاستجابة اليه في ظروف عمل كهذه حيث لا النقل مراقب او مؤمن ولا العملة لديهم استعداد للبقاء في المنازل دون عمل،
لكن العملة الفلاحيين لا رقيب لهم في الحالات العادية وفي حالات الطوارئ لا يوجد أيضا من يمنع نقلهم متراصين، فكان تعويلهم أن المنطقة اليوم مغلقة ولا يحتك بهم أي مواطن من خارج الرقعة الجغرافية الصغيرة هو عزاؤهم لأنهم لم يتعودوا على الخوف. والعملة في القطاع الفلاحي ليسوا بمناى عن العدوى إفراد العائلة يتنقلون وإمكانية انتقال العدوى اليهم واردة جدا.
رئيس المنظمة الفلاحية عبد المجيد الزار كان قد صرح في وقت سابق للمغرب أن العمل الفلاحي سيتواصل وان تامين حاجة التونسيين تأتي من تواصل الإنتاج الفلاحي، معولا في ذلك على ان مكان العمل هو مساحة مفتوحة.
من جهتها قالت إيناس نقارة المكتب التنفيذي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري في تصريح للمغرب انه تم لفت نظر اعضاء الحكومة الفئة العملة الفلاحين باعتبار نقص الوعي وباعتبار انها ايضا شريحة لم تكن محور اي من الاجراءات المعلنة، وأضافت المتحدثة انه تم التحذير من عدم السماح بانتقال العدوى للأرياف نظرا لحساسيتها وأهميتها في مثل هذه الفترات مطالبة بوضع حواجز لمنع الدخول والخروج منها فالعاملين ليس لهم بديل سوى العمل، وأضافت المتحدثة ان العملة الفلاحيين لم يحظوا الى حد الان باهتمام اي طرف. على الرغم من اهمية هذا النشاط في هذه الفترة وفي الفترة القادمة باعتبار ان شهر رمضان ايضا على الابواب. وأشارت نقارة الى ان العمل اثناء الثورة كان أسهل فالأرياف لم تشهد المشاحنات والمظاهرات بينما اليوم الامر أصعب.
كان الحديث عن اوضاع هؤلاء العملة مناسباتي دائما يتجدد مع كل حادث وخسائر في الارواح وكان الحديث في فترة ما عن مناشير للولاة لأجل تخصيص رخص لنقل العملة الا انها كانت مجرد وعود لا وجود لها على ارض الواقع. ويبقى هؤلاء اليوم هم الفئة المنسية.