ملايين ونصف المليون سائح وتحقيق عائدات تقارب الستة مليار دينار وعدد ثلاثين مليون ليلة مقضاة في النزل المصنفة، كيف يبدو الموسم الجديد لسنة 2020؟
للإجابة عن هذا السؤال -ونحن على بعد بضعة أيام من انطلاق السنة الجديدة تبرز عدة مؤشرات موضوعية على تواصل تعافي القطاع السياحي في تونس واسترجاع كامل مخزونه من كل الأسواق وخاصة الأوروبية التي تمثل بحق أهم مورد للعملة الصعبة المباشرة لبلاد . وأولى المؤشرات الموضوعية توافد العديد من السلاسل الفندقية العالمية على الوجهة التونسية وهذا المؤشر لا يخطئ بالمرة إذ يؤكد ما تتمتع به الوجهة التونسية من حظوة لدى السلاسل الفندقية العالمية .ولعل في إمضاء العقد مع سلسلة «هيلتون» «Hilton» لأكبر دليل على تعافي الوجهة .فبعد أن غادرت السلسلة تونس منذ بضع سنوات عادت من جديد إلى ضاحية قمرت من خلال نزل البالاص الذي سيصبح بعد إعادة هيكلته بالكامل ماديا وبشريا باستثمارات قد تزيد عن 30 مليون دينار وحدة راقية من أهم الوحدات بالعاصمة.
وقد أمضى قبل أيام مالك النزل التونسي الفرنسي سمير جعيب ومدير تطوير السلسلة بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط على العقد الذي كان اتفق بشأنه في سنة 2009 .
سلسلتان أخريان ستدخلان إلى تونس في السنة القادمة وهما «كيرياد» التي ستدير نزلا بشارع جان جوراس بالعاصمة والثانية «كامبانيل» التي ستدير نزلا جديدا مقتطعا من نزل «المشتل غولدن توليب» بشارع أولاد حفوز بالعاصمة والذي يجري اليوم إعادة تهيئة 200 غرفة منه من مجموع غرف نزل المشتل لإلحاقها بالوحدة الجديدة .
نزل آخر بعلامة عالمية كبرى «ماريوت» التي كانت تشغل قبل سنوات وحدة بقمرت ثم تخلت عنها لتعود من منطقة العمران الشمالي حيث ينتظر أن تدخل الخدمة في النصف الثاني من السنة الجديدة، واختارت السلسلة هذه المنطقة حتى تكون قريبة من المطار بما سيضفي على نشاطها بعدا أخر لخدمة رحلات الترانزيت التي يتزايد عددها في مطار تونس قرطاج خاصة القادمة من إفريقيا أو من كندا نحو أوروبا.
«هوليداي إين» هي الأخرى تتفاوض اليوم مع بعض النزل للعودة إلى تونس وهي اليوم بصدد البحث عن الفرصة الملائمة للعودة إلى تونس . علما وان هذه السلسلة الأمريكية كانت تسير نزلا بالحمامات الجنوبية قبل أن تتخلى عنه قبل 2011.
أما على مستوى الاسواق فإن الملاحظ في هذا الشأن أن أسواقا أوروبية عديدة برزت في هذا الموسم بحسن أدائها وتبدو مؤشرات الموسم الجديد مطمئنة للغاية مثل السوق البريطانية التي كانت أكدت مديرة مكتب ديوان السياحة في لندن وحيدة جعيط مؤخرا أن الوجهة التونسية محبذة جدا من العائلات البريطانية وهي في تطور مستمر رغم غياب النقل الجوي بعد إفلاس «توماس كوك» وما انجر عن ذلك من مشاكل . وشددت المديرة على التأكيد أن تأثيرات «توماس كوك» ستكون محدودة بل أن العديد من منظمي الاسفار البريطانيين مجمعون على إن يضاعفوا من قدراتهم الجوية على تونس وخاصة «توي» التي قامت بعد بوضع رحلات إضافية على الوجهة التونسية.
كذلك السوق الروسية والسوق الفرنسية ينتظر أن يواصلا نسقهما التصاعدي على الوجهة التونسية خاصة وأن الحجوزات في الموسم الشتوي غير مخيبة للأمال بالنسبة للموسم الجديد.