بغياب واضح للوجوه الجديدة وحضور أسماء راحلة: الدورة 34 لأيام المؤسسة تبحث في الدور الجديد للدولة وكيفية الخروج من الأزمة

انطلقت أمس الدورة الـ34 لأيام المؤسسة والتي تختتم اليوم وكانت الدورة تحت عنوان «المؤسسة والدور الجديد للدولة» وقد شهدت

في يومها الأول نقاشات ومداخلات لمسؤولي الدولة وضيوف من الخارج ومن دول عاشت ظروفا شبيهة لما تمر به تونس اليوم تراوحت النقاشات بين التشخيص واقتراح الحلول.

قال الطيب البياحي رئيس المعهد العربي لأصحاب المؤسسات أن اختيار المعهد لهذا الموضوع المتعلق بالمرحلة المقبلة يعود إلى الرهانات والتحديات التي تتطلب مساهمة جميع الأطراف ليسمح ذلك بتبادل التجارب وأشار البياحي أيضا إلى أن تونس تعيش أزمة مالية كبيرة أنتجت وضعا مؤلما للمؤسسة والعجز الجاري وعجز في المؤسسات العمومية والخاصة وارتفاع البطالة وتدهور الخدمات العامة في التعليم والصحة. ودعا البياحي إلى ضرورة أن تضع الطبقة السياسية والنخب بصفة عامة حساباتها السياسية جانبا والتفكير في مخارج ممكنة للمشاكل التي تعيشها البلاد ومن المسؤولية أيضا حسب البياحي بلورة رؤية اقتصادية وسياسية تكسب ثقة التونسيين وتمكن من إنقاذ البلاد وإصلاحها.

نافع النيفر منسق الدورة 34 لأيام المؤسسة أثار أيضا الوضع الاقتصادي الصعب الذي أثّر في الوضع الاجتماعي. وأدّى إلى أزمة أصبح من الخروج منها صعبا حسب تعبيره. وشبه النيفر الخروج منها مثل الولادة. كما أثار النيفر مهن المستقبل وضرورة إصلاح التعليم باعتبار أن أطفال اليوم سيجدون مهنا غير موجودة اليوم ولهذا فالتغيير حتمي لمصلحة الأجيال المقبلة. وأضاف المتحدث أن الأزمة السياسية التي تعيشها تونس نتيجة للنظام الانتخابي. وعن دور الدولة الاجتماعي اعتبر النيفر أن الدولة غير قادرة لوحدها على مجابهة تفاقم الفقر والتهميش ولهذا فان هذه الدورة مناسبة للنظر في تعزيز دور القطاع الخاص والاقتصاد الاجتماعي التضامني في هذا الشأن.

وتحدث الحاضرون بحسب المراحل التاريخية فمحمد الناصر رئيس الجمهورية بالنيابة السابق ركز في كلمته بالمناسبة على المراحل التي مرت بها الدولة التونسية والصعوبات التي اعترضتها. منتقدا جميع الحكومات المتعاقبة بعد الثورة قائلا إنها فشلت في تنفيذ الإصلاحات وأضاف الناصر أيضا أن الدولة اليوم لا تحتاج إلى الأحزاب فقط بل أيضا إلى المواطن الذي عليه أن يتحمل مسؤوليته ويقوم بواجبه تجاه دولته. كما انه على المؤسسة أن تضطلع بدورها الاجتماعي.

وقال يوسف الشاهد رئيس الحكومة المكلف بتصريف الأعمال إن تونس اليوم تخطت المرحلة الأصعب مؤكدا على بداية تعافي المالية العمومية. وعن الصعوبات التي واجهتها حكومته قال الشاهد إن الأولوية كانت للأمن وتعزيزه من خلال تخصيص موارد مالية لهذا الجهد وهي أولوية كانت على حساب أولويات أخرى مثل التنمية والتشغيل. وأشار الشاهد إلى أن الأزمة في تونس اليوم أزمة أخلاقية قبل أن تكون اقتصادية واجتماعية.

وتعرض الضيوف الأجانب في كلماتهم إلى دور الدولة فقد أشار عبد الله غول الرئيس التركي السابق إلى دور الدولة المتمثل في توفير الظروف الملائمة للعيش برفاهية، مبينا أن تجذير الديمقراطية تصاحبه ضرورة تغييرات في جميع المجالات بما في ذلك تغيير العقليات، مؤكدا على ضرورة أن تحافظ الديمقراطية على القيم. من جانبه استعرض اليكسيس تسيبراس رئيس الوزراء اليوناني السابق الصعوبات التي مرت بها اليونان وكيف أن برامج التقشف التي طالب بها المجتمع الدولي بلاده كانت غير عادلة منتقدا برامج صندوق النقد الدولي التي ساهمت في الترفيع في نسبة المديونية لليونان داعيا إلى الإصغاء إلى الشباب وإرساء إصلاحات حقيقية.

كان طرح إشكاليات تهم المرحلة المقبلة أمام رئيس الدولة السابق محمد الناصر ورئيس حكومة تصريف الأعمال يوسف الشاهد ووزراء راحلين وغياب ملحوظ للوجوه الجديدة مما كان سببا في وضع عديد من نقاط الاستفهام حول كيفية الحوار حول مواضيع تهم المستقبل مع وجوه راحلة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115