غرفة الصناعة والتجارة التونسية الفرنسية والصندوق التونسي للتنمية: يطلقان مبادرة لتكوين خمسة آلاف شاب في عشر ولايات داخلية

باتت ظاهرة الهجرة عموما وهجرة الأدمغة على وجه الخصوص مثار اهتمام أكثر من طرف في العالم سواء في بلاد الاستقبال

أو في المناطق التي تعاني من الظاهرة في بعدها العام والتي تشكل فيها سفن الموت في المتوسط أحد ابرز مظاهرها وأشدها إيلاما نتيجة ما تحصده من أرواح جانب كبير منها مازال يقبع في غيابات البحر المتوسط على وجه الخصوص. لكن توجد اليوم هجرة منظمة، لا تقل خطرا متمثلة في هجرة الأدمغة التي تبدو في مظهرها العام وسيلة لتحسين الأوضاع المادية للمهاجر لكنها تصبح عبر مكاتب متخصصة، وسيلة لاستقطاب أكثر عدد مكن من هذه الخبرات وبشكل جماعي مع إغراءات بوضع أفضل ماديا ومعنويا من ذلك الذي تجده في بلادها فتصبح الظاهرة محيرة وإن كان البعض يرون فيها مكسبا لمزيد تطوير الكفاءة المهاجرة التي قد يتم استعادتها لاحقا للمساهمة في البناء.

وأمام ما تعرفه عديد البلدان خاصة ما يعرف منها بالنامية من عدم استقرار سياسي واجتماعي انعكس سلبا على الشباب والكفاءات التي سدت أمامها الأفاق وانعدم الحلم أمامها مما جعلها صيدا سهلا لمكاتب التسفير في الوقت الذي كان يعول عليها لبناء المجتمع بفعل ما اكتسبته من قدرة معرفية قد تساعد على إحداث النقلة المرجوة للبلاد بعد أن أنفقت عليها المجموعة الوطنية.

وتعيش تونس منذ ما يزيد عن تسع سنوات حالة انفلات غير مسبوقة في الهجرة السرية عبر ركوب مخاطر البحر لفئة من المغامرين، مع بروز ظاهرة مماثلة تتمثل في هجرة الأدمغة التي تتحدث الأرقام اليوم عن تجاوزها لمائة ألف، الجانب الكبير منهم مهندسون وأطباء وطلبة في المرحلة الأخيرة من الدراسة والذين لم يلمسوا نهاية للنفق المظلم إلا في الهجرة. وهذا الموضوع الهام وذو الحساسية الكبيرة كان يوم الأربعاء، على طاولة الحوار والبحث الذي نظمته غرفة التجارة والصناعة التونسية الفرنسية «CTFCI» والصندوق التونسي للتنمية، بمقر شركة التأمين «أمي» «AMI» لتدارس الحلول لمواجهة هجرة الأدمغة في تونس، عبر مبادرة Elife».

وتقتضي هذه المبادرة حسب بدر الدين والي مدير الصندوق والمدير العام لمؤسسة «Vermeg» التعريف بالإمكانيات المتوفرة اليوم في تونس خاصة في مجال تكنولوجيات المعلومات في التشغيل وترويجها بالخارج خاصة في المناطق الداخلية التي تزخر بخبرات مهمة والتي سيحاول الصندوق التونسي للتنمية تأطيرها عبر بعث 10 مراكز للتكنولوجيا والشراكة في عشر ولايات وهي سليانة والكاف وباجة وجندوبة وسيدي بوزيد والقيروان والقصرين ومدنين وتوزر وقابس حيث يتسع المركز إلى 500 متدرب على مدى سنة كاملة نصفهم الأول للتكوين والثاني لاكتساب المهارات اللازمة في الشغل. ويأمل القائمون على المبادرة في الحصول في ختام الدورة على 5 آلاف متدرب كفء قادر على مواجهة الحياة العملية بشكل قار مما يقيه من فكرة الهجرة بوجهيها.

وأضاف أن الدورة الأولى من هذه البادرة التي سيتم تخريج دفعتها خلال الأشهر القليلة القادمة ستضم 175 متخرجا من ولاية باجة سيتم ضخهم في سوق الشغل، فضلا عن تواجد نحو 600 آخرين على قائمة الانتظار للحاق بالمركز مشددا على أن هذه البادرة ستفتح أمام الشباب أفاقا واعدة خاصة للباحثين عن شغل وكذلك العاطلين.
والجدير بالملاحظة أن المبادرة، ترمي إلى التصدي إلى البطالة لدي خريجي الجامعات بشكل خاص حيث تتواتر فيهم هجرة الكفاءات نحو عديد البلدان خاصة شمال المتوسط للإقامة والعمل بها بعيدا عن الإحباط والتجاذب السياسي اللذين باتا يمثلان ظاهرة متلازمة في تونس مما جعل طاقات شابة أنفقت من أجلها المجموعة الوطنية الغالي والنفيس بهدف الرقي بالبلاد تقيم في المنفى باحثة عن غد أفضل لها ولأهلها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115