السياحة التونسية بعد إفلاس «توماس كوك» وعشية «البريكسيت»: انتظار280 ألف سائح بريطاني سنة 2020 شريطة توفر النقل الجوي بكثافة

دعوة أصحاب النزل إلى عدم التخفيض من تسعيراتهم على السوق البريطانية

قريبا عودة الناقلة «كوندور» إلى تونس

انتظمت أمس الأول بمقر وزارة السياحة والصناعات التقليدية بالعاصمة مرصد السياحة بالتعاون مع السفارة البريطانية بتونس ندوة «وجهة تونس في السوق البريطانية بعد إفلاس توماس كوك وعشية انسلاخ بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي» وقد استقطبت جمعا غفيرا من المهنيين والإداريين يتقدمهم رينيه الطرابلسي وزير السياحة والصناعات التقليدية والمدير العام الجديد لديوان السياحة نبيل بزيوش، وفي تصريح خص به «المغرب» أكد الطرابلسي، أن الوزارة تعمل على تجاوز تبعات إفلاس «توماس كوك»، مبرزا أن الأثر الكبير للإفلاس مس النزل التي لديها عقود معه وكانت مجبرة على استثمارات حتى تتلاءم مع مقاييسه للجودة، مشددا على أن حصة منظم الأسفار البريطاني لا تتعدى 5.3 % من إجمالي النشاط السياحي لبلادنا.

وأضاف ، أن تحوله يوم 4 نوفمبر القادم للندن للمشاركة في سوق السفر العالمي (WTM) سيكون مناسبة لتدارس الوضع مع المهنة والحكومة البريطانية كما ستكون له لقاءات مهمة مع عدد من الناقلين الجويين لحثهم على العمل على تونس من بريطانيا لتلبية الطلب الكبير على الوجهة مشددا على أن لقاءه مع مسؤولي «Easyjet» وحثهم على العمل على تونس سيدفع بلا شك بآخرين على القدوم إلى المطارات التونسية ، خاصة وأن الخطوط التونسية اليوم لا تقدر وحدها على تلبية الطلب فضلا عن محدودية أسطولها المتقادم. معلنا عن عودة قريبة للناقلة الجوية الهولندية «كوندور» التي أوقفت نشاطها قبل أيام خشية تنفيذ عقلة على إحدى طائراتها في تونس في علاقة بإفلاس «توماس كوك» من قبل النزل المتضررة.
وتطرق الوزير في سياق أخر، إلى موضوع خلاص النزل التونسية فأشار إلى انتظار الملفات التي ستقدمها الجامعة التونسية للنزل للدفاع عنها لدى الجهات الفاعلة البريطانية مشددا على انه بصدد التباحث مع الجهات المالية في تونس لمساعدة النزل المتضررة من إفلاس «توماس كوك « سواء بجدولة الديون أو بتقديم قروض ميسرة لتمكينها من مواصلة النشاط في الموسم الجديد بأكثر أريحية.

وتحدث «توم ماتلو كشارجي» القائم بالأعمال في السفارة البريطانية في تونس عما بذلته الجهات التونسية من جهود خيرة لتمكين 6 ألاف سائح بريطاني من العودة دون مصاعب مشددا على ما يربط البلدين من علاقات متينة وراسخة مبرزا أن عدد السياح البريطانيين الذين زاروا تونس هذه السنة يقارب عددهم المئتي ألف سائح وهو ضعف عدد الوافدين سنة 2018.

وتحدث الدبلوماسي البريطاني عن تونس فابرز غياب المعلومات الدقيقة عنها في بريطانيا ومع ذلك فإن التوقعات تشير إلى مزيد تطور السوق السياحية لها على المدى القصير خاصة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مؤكدا على أن «البريكسيت» سيكون جيدا بالنسبة لتونس على المستوى الاقتصادي حيث ستنفتح أبواب كثيرة أمام البلدين وستنشط العلاقات الثنائية بوتيرة أسرع وأنجع.

191 ألف سائح بريطاني إلى غاية 24 أكتوبر
وحيدة جعيط مدير مكتب ديوان السياحة في لندن أشارت أن الموسم الجاري يشهد تطورا مسنودا على السوق البريطانية هذه السنة فعدد السياح الذين زاروا تونس إلى موفى هذا الأسبوع يزيد عن 191 ألف سائح وينتظر أن تغلق السنة بأكثر من مائتي ألف سائح بريطاني يزورون بلادنا كما علقت على إفلاس «توماس كوك» فلم تغفل أهميته حيث أنه يمثل ما نسبته 60 %، مبرزة في نفس السياق التطور المسجل على الوجهة التونسية والذي بلغ في بعض المرات نسبة من ثلاث أرقام، مؤكدة أن الموسم الجاري سيغلق بوفود أكثر من مئتي ألف بريطاني مع انتظار هذا النسق التصاعدي في الموسم القادم 2020 ، والذي سيكون في حدود 280 ألف سائح.

وتطرقت جعيط إلى الموسم الجديد فأكدت جودة المؤشرات لكن ما يعيق الانجاز هو غياب النقل الجوي بين البلدين فالفراغ الذي تركته توماس كوك» التي كانت تسير 9 رحلات أسبوعيا على تونس لا يمكن في الوقت الحاضر ملؤه رغم أن الخطوط التونسية تسير 7 رحلات بين الوجهتين و منظم الأسفار «توي» 3 رحلات داعيا إلى التحرك السريع خاصة وأن الطلب متوفر بشكل كبير خاصة في الجهات الداخلية لبريطانيا خاصة في الفترة من شهر ماي إلى شهر أكتوبر . وأبرزت أن النقل الجوي سيكون اكبر مؤثر في الموسم الجديد إذا لم يتم التعامل مع الموضوع بالسرعة والجدية المطلوبة ذلك أن الوجهة كانت تربطها ببريطانيا 44 رحلة جوية العام الماضي في حين أن عددها هذه السنة سيكون 22 رحلة.
ونبهت مديرة مكتب ديوان السياحة بلندن إلى أن المنافسة قامت بوضع برامجها مبكرا وحطت كل ثقلها الجوي لاستقطاب السياح البريطانيين الذين يعدون من المنفقين بسخاء في أسفارهم، وأشارت إلى تركيا التي اتفقت بعد مع الناقلة الوطنية البريطانية وكذلك «إيزيجات» على مضاعفة رحلاتها بين الوجهتين مع تقديم امتيازات لهما فضلا عن الناقلة التركية ، مشيرة إلى أن منظم الأسفار «توي» قد برمج مليوني كرسي على رحلاته إلى تركيا.

كما دعت أيضا الناقلة الخاصة التونسية «الطيران الجديد» للعمل أكثر على الوجهة البريطانية مبرزة أن منظم الأسفار «توي» قرر وضع رحلتين جديدتين له على تونس من «مانشستر» و«بريمنغهام» حاثة أصحاب النزل على عدم التخفيض في تسعيراتهم للموسم الجديد بحجة استقطاب السياح منبهة من مثل هذا المنزلق على القطاع.

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115