بعد إفلاس توماس كوك وعشية انسلاخ بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي والتي ينظمها مرصد السياحة بالتعاون مع السفارة البريطانية بتونس ستعدادا للمشاركة التونسية في «سوق السياحة العالمي» (WTM) السنوي الذي سينتظم بلندن خلال الفترة من 4 إلى 6 نوفمبر القادم.
وستكون هذه الندوة مناسبة للقاء أهل القطاع وخاصة العامليين مع السوق البريطانية للبحث في تأثيرات إفلاس منظم الأسفار الضخم «توماس كوك» وتبعات ذلك على الوجهة التونسية في السوق البريطانية.خاصة وأن «توم ماتلو كشارجي» القائم بالأعمال في السفارة البريطانية في تونس ستكون له مشاركة في هذه الندوة التي ستخصص في جلستها الأولى لمناقشة «تأثير إفلاس توماس كوك على السياحة التونسية» وسيتولى ممثلو كل من الجامعة التونسية للنزل والجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة والخطوط التونسية والغرفة المشتركة التونسية البريطانية للتجارة والصناعة عرض رؤيتهم وتوقعاتهم بالنسبة لهذه السوق السياحية الهامة في الموسم القادم .
وستتناول الجلسة الثانية موضوع «كيفية إحياء الوجهة التونسية في السوق البريطانية ؟ بمشاركة ممثلين عن الاتحاد الوطني لمهنيي السياحة والناقلة التونسية الخاصة الطيران الجديد، والجامعة المهنية للمطاعم السياحية وممثل عن الديوان الوطني للسياحة. وستختم الندوة بتوصيات تكون سبيلا لتطوير السوق البريطانية في ضوء اختفاء «توماس كوك».
وإفلاس توماس كوك المفاجئ لا يثقل كاهل الوجهات السياحية الرئيسية ونزلها حيث تجاوزت الخسائر فعليا مليار يورو، وتعطل 22 ألف عامل وأعيد 600 ألف سائح لأوطانهم في ظروف -أحيانا- مهينة هذا طبعا عدا الاثر المالي الكبير على عديد الوجهات السياحية في العالم على غرار أسبانيا التي أكد رئيس الاتحاد الإسباني لأصحاب الفنادق، خوان مولاس، في مقابلة صحيفة إن حوالي 500 نزل ستغلق أبوابها إذا لم تتدخل الحكومة على الفور واضاف «مولاس» أن المبالغ المستحقة لشركة توماس كوك في إسبانيا تتجاوز 200 مليون يورو. وتمثل توماس كوك ثاني أكبر شركة رحلات سياحية في إسبانيا، حيث بلغ عدد السياح 7 ملايين و300 ألف سائح في عام 2018.
أما في إيطاليا فمخلفات الإفلاس تزيد عن 300 مليون يورو في حين تزيد ديون اليونان عن أكثر من 500 مليون يورو ذلك أن توماس كوك يستحوذ على 8.5 % من السياح في البلاد العام الماضي، لكن الأسوأ لم يأت بعد ذلك أن دراسة أجراها معهد البحوث السياحية (ITEP) تشير إلى أن كلفة الإفلاس على الاقتصاد اليوناني في عام 2020 أزيد من 2.5 مليار يورو.
وستزيد الخسائر في تركيا عن 350 مليون يورو ويؤكد المجلس الاستشاري للسياحة التركية إن ديون توماس كوك تزيد عن أكثر من 350 مليون يورو لمهنيي السياحة في تركيا. وقرر وزير السياحة التركي أن تجري مناقشات مع العديد من شركات الطيران، بما في ذلك EasyJet وBritish Airways، لتولي مهام «توماس كوك «في الموسم المقبل، المستحوذ على 3 % من إجمالي حصة السوق التركية.
أما تأثير زوال «توماس كوك» من الخارطة السياحية ليس هينا وستكون له تبعات مؤثرة حتما، خاصة وأن حصة المنظم هذا العام تقدر بـ 3.5 % من حصة السوق أي 230 ألف سائح يجب البحث سريعا عن بدائل في سوق كان مؤملا أن بلغ عدد وافديها نصف مليون سائح منذ سنة 2013.