في الندوة الدولية لمدن المغرب العربي والساحل الإفريقي: كيف السبيل إلى تحقيق العيش المشترك في مدن المغرب العربي والساحل الإفريقي؟

مثل البحث في سبل تحقيق العيش المشترك في مدن المغرب العربي والساحل الإفريقي محور فعاليات الندوة الدولية لمدن المغرب العربي والساحل الإفريقي

الذي انتظم بتونس يومي 14 و 15 أكتوبر الجاري بالعاصمة. وقد أُثار بالمناسبة استاذ علم الاجتماع بالجمعية التونسية حول الحوافز والعوائق عماد المليتي لدى مداخلته بالنسبة للعيش المشترك عديد التساؤلات من قبل المشاركين في الندوة الدولية لمدن المغرب العربي والساحل الإفريقي والتي نظمتها بلدية تونس بالتعاون مع  الاتحاد الأوروبي، وبحضور شخصيات مغاربية وافريقية وأوروبية وتونسية فضلا عن ورؤساء بلديات وممثلين عن السلك الدبلوماسي و المجتمع المدني في طليعتهم الطيب البكوش، أمين عام اتحاد المغرب العربي وذلك في الندوة التي اختتمت أشغالها أمس بالعاصمة .

وابرز المحاضر في مداخلته المشكلات التي خلص إليها البحث الذي أنجزه حول قضايا الشباب في الجهات الداخلية للبلاد فبين أن التفاوت الملحوظ بين إقليم تونس والولايات الداخلية ما زال يمثل عائقا مهما في تطوير هذا الشباب بما يسمح له المساهمة فعليا في الحياة العامة مضيفا أن الإحساس بالغبن لديه كبير وهو ما يهدد العيش المشترك خاصة وان هذا الإحساس يبدو اليوم مشتركا بين متساكني المدن الداخلية التي ما زالت بعد ريفية في مظهرها العام نظرا لافتقارها لمقومات المدينة والمدنية وغياب منشآت الحياة الثقافية والاقتصادية، مبرزا بالمناسبة ما سمعه من أحد الشباب المتحسر على عدم وجود مغازة شبيهة لما في العاصمة تروج الأحذية الرياضية(...؟)

ولم يغفل المليتي، في ذات السياق الإشارة إلى سيدي بوزيد كمثال على الهامشية التي يحيا فيها الشباب خاصة العاطل والبالغ عدده 24 ألف منهم 14 ألف من أصحاب الشهائد. مشددا على الإحساس بالعنصرية بين الشباب اليوم في تونس وذلك نظرا للتفاوت الواضح بين المدينة والمناطق الداخلية .

وعبر المحاضر في لقاء مع «المغرب» على أن ما توصل إليه من خلاصات للأحاديث التي أجراها مع نحو 50 شابا من مختلف ولايات الجمهورية يؤكد حالة الغبن الواضح والبين بين شباب المدن في تونس من ناحية وداخل الولايات التي تفتقر إلى مقومات الحياة الكريمة في الحد الأدنى وهو ما يجب الاهتمام به اليوم حتي يتم تجنيب البلاد مزالق هي في غنى عنها.

وكانت سعاد عبد الرحيم رئيسة بلدية تونس شيخ المدينة أشارت لدى افتتاحها لأشغال هذه الندوة،  أنّ اجتماع تونس الذي يلتئم في ظلّ تحديات عديدة، على غرار التنمية والعيش المشترك والتضامن الاقتصادي، ينتظر من المسؤولين المحليين في المغرب العربي والساحل الافريقي القدرة على إيجاد الظروف الملائمة للتنمية مبرزة أهمية الممارسات وطرق التصرف المرتبطة بالعيش المشترك وتبلورها في الفضاء العام  الذي يتطّلب مبادرة الجميع في بنائه .

و ثمّن الطيب البكوش أمين عام اتحاد المغرب العربي في كلمته اللقاء مبرزا ما يوفره من مساحة للفكر وتعميق الحوار حول مسائل ما زالت عالقة في علاقة بين قيم المدينة وقيم الريف ومدى قدرة القوى المختلفة وخاصة المجتمع المدني على تحقيق التضامن والتكامل فيما بينها. مشدّدا على أهميّة دور البنوك والمؤسسات المالية العربية والإفريقية والأوروبية في دفع التعاون وإيجاد الآليات الفعالة لتعزيز التنمية خاصة في المناطق الأقل حظا وفي الأرياف بهدف جسر الهوة القائمة بين مكونات المجتمع في البلاد.

أما ارموند رولان بيار بيوندي رئيس بلدية واغادوغو وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة المدن والسلطات المحلية المتحدة  الافريقية، فقد أشار إلى ما تواجهه المدن الإفريقية من تحديات كبيرة ومخاطر شتى أبرزها بطالة الشباب الذين يمثلون نسبة هامة من السكان، داعيا إلى ضرورة معالجة قضايا الفقر باعتبار أنها معضلة يسهل على الإرهاب المرور منها إلى الشباب ليصبح قوة هدم عوضا عن قوّة دفع ونموّ اقتصادي يستفاد منه.

أما منير المؤخر رئيس غرفة التجارة والصناعة بتونس وممثل شبكة المدن الفرنكوفونية في افريقيا، فقد عبر من ناحيته على أهميّة تحمل المسؤولية من طرف مختلف المتدخلين لتحقيق التنمية والتطور، مبرزا انفتاح الغرفة على التعاون وتبادل الآراء والمقترحات مع مختلف الجهات المحلية الفاعلة في المنطقة للوصول الذي نتائج مهمة .

والجدير بالملاحظة أن اجتماع تونس الذي استمر يومين عمل من خلال ورشات عمل على طرح جملة من الإشكاليات التي تعاني منها المنطقة المغاربية أولا وفي علاقاتها بمنطقة الساحل الإفريقي ثانيا من أجل تأسيس علاقات فيما بينها تقوم على تطوير مبادئ التكامل والتضامن في المنطقة ذات الثروات الهامة والموقع الاستراتيجي فضلا عن تقاسمها للغة والاشتراك في الثقافة بما يدفع القائمين على هذه المدن في المنطقة إلى تحقيق انتظارات المواطنين وتحقيق أهدافهم في النمو الاقتصادي المرجو بما يحد من التوترات الاجتماعية .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115