مؤشرات القطاع السياحي في تطور: انتظار سبعة ملايين سائح مع موفي سبتمبر الجاري

بات في حكم المؤكد أن الموسم السياحي لهذه السنة سيكون مميزا وعلامة فارقة في تاريخ القطاع لسببين : الأول أن طفرة الإقبال على الوجهة التونسية

والتي تحدثت عنها التوقعات في بداية الموسم هي اليوم حقيقة واقعة وملموسة وبذلك يكون الحديث عن استقطاب تسعة ملايين سائح وزيادة أمرا واردا جدا خاصة إذا علمنا أن المؤشرات المسجلة إلى غاية يوم 10 من الشهر الجاري تتحدث عن زيادة بـ 9.14 % أي أن العدد الإجمالي للوافدين كان في حدود 6 ملايين و618 ألف سائح .

والجدير بالإشارة في هذا الرقم أن تجاوز السبعة ملايين سائح مع نهاية الشهر الحالي أكثر من أكيد وهذا في حد ذاته رقم قياسي ذلك أنه لأول مرة منذ نحو ستين سنة عن انطلاق السياحة في بلادنا يتم تجاوز مثل هذا الرقم في تسعة أشهر من عمر السنة.

أما المظهر الثاني الذي تجب الإشارة إليه أيضا هو العودة القوية للسوق الأوروبية مجتمعة والتي سجلت زيادة بـ 4.18 % مقارنة بذات الفترة من العام المنصرم أي أنها كانت تحوم حول رقم يزيد عن مليونيين و140 ألف سائح، وفي هذا دلالة على عودة قوية لهذه الأسواق في القارة العجوز على غرار فرنسا وانجلترا وألمانيا وبدرجات متفاوتة لأسواق إيطاليا وبلجيكا وهولندة مع الإشارة إلى التقدم المميز المسجل في السوق الروسية والتي تعمل الإدارة والمهنة على تثبيتها كسوق مهمة غير مرتبطة بظرفية هنا أوهناك

السوق الجزائرية في نسق تصاعدي
السوق البينية لكل من الجزائر وليبيا، حافظت على نسقها خاصة الجزائرية التي عرفت منذ سنوات قليلة نسقا تصاعديا جعلها تحتل المرتبة الأولى بين كل الجنسيات الوافدة على تونس للسياحة بمليون و872 ألف سائح أي بزيادة قدرت بـ7.8 % عن نفس الفترة من الموسم الماضي في حين ما تزال السوق الليبية تتأرجح ، لئن سجلت زيادة كبيرة فاقت 9.32 % مقارنة بذات الفترة من العام الماضي أي مليون و306 ألف زائر فإنه من المفيد الإشارة إلى أن الحرب الأهلية في الشقيقة ليبيا ما تزال تلقي بظلال كثيفة على الوجهة التونسية وهذا يعكس التراخي المسجل في هذه السوق التي كانت قبل الحرب تستعد لتجاوز المليوني زائر.

كما لا يمكن إغفال التحسن المسجل في عدد التونسيين المقيمين بالخارج وإن كان ذلك محدودا حيث لم تتعد 5.2 % حيث فاق عددهم المليون و87 ألف زائر قضوا عطلتهم في وطنهم لكن تأثيرهم في القطاع السياحي من حيث المردودية يكاد يكون طيبا لأن جانبا هاما منهم يقضون عطلهم لدى العائلة لذلك يبقى انعكاس إنفاقهم في النزل محدودا لكنه بالمقابل هام جدا على الدورة الاقتصادية عموما.

السوق الصينية واعدة ومهمة
سوق مهمة أخرى آخذة في التشكل ونعني بها السوق الصينية التي تطورت بنسبة 7.12 % في تسعة أشهر مقارنة بذات الفترة من السنة الماضية حيث وصل من هذه السوق نحو 21 ألف سائح (20.730) وهو رقم مرشح للزيادة وبشكل كبير لو توفرت له عدة معطيات أولها مراكز التسوق ذات العلامات الراقية وهي ما يبحث عنه الصيني في أسفاره وينفق من أجلها بسخاء نادر فضلا عن المطاعم الصينية والمرافق القادرة على التكلم بلغتهم. ولا ننسى في هذا المجال ما للنقل الجوي من أهمية في جلب السائح الصيني وتجنيبه عناء الرحلات الطويلة ذات التوقف المتعدد.

تطور في عدد الوافدين
انعكاس تطور عدد الوافدين على مجمل الليالي المقضاة بالنزل كان إيجابيا حيث شهد عددها إلى غاية 10 سبتمبر نموا بنسبة 9.11 % مقارنة بنفس الفترة من سنة 2018 ليصل إلى 20 مليون و986 ألف و974 ليلة، وهي نتيجة جيدة طال انتظارها منذ 2011 ، بعد أن سجل القطاع في ما تلاها من السنوات سقوطا مدويا خاصة بعد

حادثتي باردو و سوسة

مؤشر آخر مهم سجل هذا الموسم جعل المتابعين يتوقعون حصيلة جد إيجابية للقطاع قد تفوق ما كان منتظرا، وهو أن تختتم السنة وقد حقّق القطاع عائدا بنحو خمسة مليار دينار وهو رقم قياسي لم يسبق تحقيقه. وكان الوزير روني الطرابلسي قد أكد في حديث له لـ«المغرب» قبل شهر أن عائدات كامل الموسم قد تزيد عن أربعة مليار دينار وهو ما تم تحقيقه إلى غاية 10 سبتمبر الجاري حيث سجل عائد بأربعة مليار و91 مليون دينار أي بزيادة بنسبة 3.46 % مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية وهو ما يعني تطورا إيجابيا في حصيلة البلاد من العملة الأجنبية التي تحققها السياحة والتي قدرت بمليار و 376 مليون بالدولار مليار 221 مليون بحساب اليورو .
هذه المؤشرات الايجابية على أهميتها لا يمكن أن يغفل أصحاب المهنة والإدارة عن وجوب الاهتمام بالموسم القادم بداية من اليوم والبحث عن مكامن النقص لإصلاحها في الإبان لان استعادة القطاع لنسقه يوجب عليه المحافظة عليه ومزيد تطويره بعد أن خسرنا قبل سنوات الكثير وتم إيقاف النزيف بفضل رجال الأمن والجيش الوطنيين اللذين بذلا النفس والنفيس من أجل استتباب الأمن عصب السياحة ونموها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115