إلى جانب ارتفاع جل أسعار الخضر: إلغاء العمل بالترخيص المسبق عند التصدير يرفع أسعار الغلال

مازال نسق تزويد الأسواق العامل الأكثر تأثيرا في الأسعار،حيث تبين النشرية التقديرية لواردات السوق

ذات المصلحة الوطنية ببئر القصعة تراجع واقع التزويد من 780 طن في 2018 إلى 735 طن في 2019 ،الأمر الذي إنعكس تباعا في أسعار عدد واسع من المنتجات الفلاحية .

ولئن يعد واقع التزويد من العوامل الرئيسية المحددة للأسعار فإنه ليس العامل الوحيد المحدد للأسعار فعلى الرغم من تحسن نسق تزويد عدد من المواد فإن الأسعار تعد مرتفعة مقارنة بالعام المنقضي مثال على ذلك مادة الفلفل فعلى الرغم من ارتفاع مستوى التزويد بـأكثر من 20 طن مقارنة بشهر أوت 2018 فقد زادت الأسعار على مستوى الجملة من المعدل 555 مليم /كلغ في أوت 2018 إلى 970 مليم /كلغ في أوت 2019، كما شهدت أسعار جل الخضر ارتفاعا تراوح بين الارتفاع الطفيف والارتفاع المشط خاصة إذا ماوقعت مقارنة أسعار الجملة وأسعار التفصيل.

فقد أشارت بيانات النشرة التقديرية لواردات السوق ذات المصلحة الوطنية ببئر القصعة إلى وجود تراجع طفيف في واقع تزويد الغلال من 565 طن في أوت 2018 إلى 495 طن في نهاية الشهر المنقضي، في ما يتعلق بالأسعار ،فقد سجلت جل أسعار الغلال ارتفاعا رغم تزامن هذه الغلال مع مواسم إنتاجها، فقد ارتفع سعر العوينة من معدل 1280 مليم في 2018 إلى 16300 في 2019، كما زادت أسعار العنب ب500 مليم بين أوت 2018وأوت 2019 ،كما صعدت أسعار التفاح والدلاع والبطيخ والخوخ.

ومقابل تراجع مستوى التزويد وارتفاع الأسعار، شهدت صادرات تونس من الغلال، خلال الـ 8 أشهر الأولى من 2019 مقارنة بنفس الفترة من سنة 2018 كميا بنسبة 28,8 بالمائة استحوذت السوق الليبية 55 بالمائة من الكميات المصدرة وصدرت تونس زهاء 27 ألف طن من الغلال ما بين غرة جانفي و 5 أوت 2019 مقابل 21 ألف طن خلال نفس الفترة من سنة 2018 ويعود هذا الارتفاع إلى نمو صادرات البطيخ الأحمر «الدلاع» إلى السوق الايطالية والتي تصدرت قائمة هذا المنتج بنحو 11 ألف طن وسجلت صادرات مادتي «البطيخ الأصفر» و«اللوز» ارتفاعا ليسجلا، على التوالي، 1538 طنا و234 طنا في حين ارتفعت قيمتهما المالية ، على التوالي كذلك، بنسبة 237 بالمائة و 450 بالمائة.

وقامت تونس بتصدير 2677 طنا من مادة المشمش خلال الـ 8 أشهر الأولي من العام الجاري مقابل 2238 طنا خلال نفس الفترة من العام الماضي مما يشكل زيادة بنحو 439 طنا.

وبهذه الحصيلة يمكن تفسير ارتفاع أسعار الغلال في السوق المحلية، فقد تحسن مستوى الإنتاج لمختلف الغلال خلال الموسم الصيفي مما أدى إلى إتلاف كميات كبيرة دفعت الفلاحين إلى الاحتجاج ومطالبة وزارة التجارة برفع العمل بالترخيص المسبق عند التصدير ومع تكرار مشاهد الإتلاف ونزول أسعار البيع عند الإنتاج فقط، استجابت وزارة التجارة لمطلب اتحاد الفلاحين وقامت يوم 14 جوان 2019 بإلغاء العمل بنظام الترخيص المسبق الأمر الذي تسبب في ارتفاع الأسعار.

رغم تذبذب أسعار الغلال والخضر على مستوى سوق الجملة بين الاستقرار والارتفاع والانخفاض الطفيف، فإن هذا التذبذب يعد شبه غائب على مستوى أسواق التفصيل، حيث تواصل موجة الغلاء سيطرتها على أسعار جل المواد الحساسة وتمتد إلى مختلف المنتجات التي تعرف إقبالا خاصة في مواسم إستهلاكية معينة،حيث يكون الإقبال على عدد محدد من المنتجات حافزا للوسطاء و لتجار التفصيل على التلاعب بالأسعار .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115