ورغم مايمكن أن تمثله صادرات زيت الزيتون كقاطرة لدعم الصادرات التونسية وللتسويق لباقي المنتوجات الفلاحية، فقد بقي زيت الزيتون لسنوات وجهة لعدد من الأسواق الكلاسيكية ، ليعكس بذلك منوال التبادلات التجارية لتونس التي يتصدر فيها الاتحاد الأوروبي الوجهة الأولى للمبادلات التجارية بنسبة تتجاوز 70 %.
بلغ إنتاج زيت الزيتون لموسم 2018/ 2019، 140 ألف طن، وقد توزعت هذه الكميات أساسا حسب معطيات صادرة عن الديوان الوطني للزيت على 3 أنواع، الزيت الممتاز بـ 68 % والوقاد 23 % والبكر 4 % وقد الصادرات التونسية من زيت الزيتون من بداية 1 نوفمبر 2018 إلى غاية 31 جويلية المنقضي 128312 طن بما قيمته 1147 مليون دينار تتوزع بين 113064 طن سائب و15248 طن معلب.
أما في ما يتعلق بتوزيع الصادرات جغرافيا، فقد حلت أوروبا في المرتبة الأولى ، حيث صدرت تونس إليها بنسبة 67 % من الكميات الزيت المصدرة نحو أوروبا تتوزع على إسبانيا بنسبة 36 % وايطاليا بـ22 % وفرنسا 4 % وبدرجة اقل بريطانيا والبرتغال.
كما تمكن زيت الزيتون التونسي من إكتساح القارة الأمريكية ،أساسا الولايات المتحدة الأمريكية بـ 18 % و كندا 4 % و1 % للبرازيل ، أما عن آسيا لاتزال وجهة ضعيفة حيث لم تتعدى الصادرات المتجهة إلى القارة 5 %.
كما كشفت البيانات الصادرة عن ديوان الزيت عن ضعف الصادرات تجاه الأسواق الافريقية حيث لم تتعد نسبة صادرات زيت الزيتون تجاه القارة الافريقية الـ 1 %. متوزعة بدرجة أولى على السوق المغربية تليها السيشال ثم الكوتديفوار وغانا وتأتي هذه النسبة الضعيفة في وقت تقول الحكومة انها تعمل على تعزيز توجهاتها الاقتصادية تجاه الأسواق الافريقية لاسيما وان هناك فرصا واسعة يمكن إستثمارها سواء في مادة زيت الزيتون او غيرها من المنتوجات الفلاحية وغيرها.
وقد انطلقت الحكومة خلال السنوات الاخيرة في تعديل بوصلتها نحو الاسواق الافريقية و أهمها اجراءات التحفيز على تطوير التصدير من خلال قرارات المجلس الاعلى للتصدير في جانفي 2018 ومن بينها توسيع شبكة التمثيل التجاري بإفريقيا جنوب الصحراء (كينيا ونيجيريا) وإحداث ممثلية تجارية بالسوق البولونية وإعادة فتح مكتب ليبيا فضلا عن وإحداث خط بحري مباشر باتجه اسواق افريقيا الغربية (السنغال والكوت دي فوار والبينين).
وتتصل الاجراءات ايضا بمنح امتيازات دعم تفاضلية للصادرات نحو السوق الإفريقية، إذ يتعلق الأمر بتوفير 70 %. من كلفة استكشاف الأسواق الخارجية (كلفة النقل والإقامة) و60 %. بالنسبة للنقل الجوي و50 %. بالنسبة للنقل البحري علاوة على تمكين الشركات من منحة على أول عملية تصدير إلى جانب تحمل الدولة لـ50 %. من أقساط تأمين الصادرات عن طريق الشركة التونسية لتأمين التجارة الخارجية بالنسبة للصادرات نحو هذه السوق.
كما تعمل وزارة التجارة حاليا على إلغاء الحواجز الجمركية وذلك في إطار إنخراطها في سوق التكتل الاقتصادي لمنطقة التجارة الحرة الإفريقية والذي ينتظر أن يساهم في تسهيل ولوج السلع التونسية إلى الأسواق الإفريقية وفتح مجالات الاستثمار.
ويبدو ان العمل على دخول الاسواق الافريقية مازالت تنتظره محطات أعمق و إصلاحات عميقة من شأنها ان تهيىء لتطوير العلاقة التي تطمح إليها الحكومة مع العلم ان الصادرات التونسية نحو إفريقيا لا تمثل سوى 4 % من إجمالي الصادرات.
وعموما تراجعت صادرات زيت الزيتون خلال الأشهر السبعة من السنة الحالية، فقد تراجعت الكميات المصدرة من 154.7 ألف طن في 7 أشهر لـ2018 إلى 99.2 ألف طن في 2019 مما أثر في قيمة العائدات، حيث تراجعت بـ 41.1 %.
اما في ما يتعلق بالموسم الحالي ،فقد أكدت سلطة الإشراف تحسن انتاج الزيت لهذا العام دون ان تشير الى اي تقديرات محددة و في المقابل اشارت تقارير دولية الى ارتفاع انتاج زيت الزيتون للموسم القادم إلى 350 ألف طن وبذلك يكون الإنتاج لموسم 2019/ 2020 قياسيا لتعود بذلك إلى مستوى سنة 2015 (حوالي 340 ألف طن)، كما سيدفع بتونس إلى الانتقال إلى المركز الثاني بعد أن ظلت طوال سنوات باستثناء 2015، تراوح بين المركزي الرابع والخامس عالميا بعد إسبانيا وإيطاليا واليونان.