شهر رمضان المعظم، عيد الفطر المبارك، مواسم الأعراس ، عيد الأضحى ، لتنتهي الصائفة بالعودة المدرسية وهي المناسبة التي ستستنزف ما بقي في جيوب التونسيين خاصة وأن مختلف اللوازم المدرسية شهدت زيادات ملحوظة بما يدفع عددا مهما من العائلات التونسية إلى التداين، حيث أكد المعهد الوطني للاستهلاك في دراسة حول التداين أن 9.5 % من الأسر التونسية قد خاضت تجربة التداين سنة 2018 لمجابهة مصاريف الدراسة.
في إطار الزيادات التي تشهدها مختلف المواد الاستهلاكية، تعرف أسعار اللوازم المدرسية بدورها إرتفاعا رغم نفي وزارة التجارة لوجود أي زيادات وبين نفي الوزارة وتأكيد المنظمة التونسية لإرشاد المستهلك لزيادات في الأسعار وصلت إلى 30 % مقارنة بالسنة المنقضية ، عبر رئيس الغرفة الوطنية النقابية لتجار الجملة للمواد المدرسية والمكتبية فيصل العباسي في تصريح لـ«المغرب» عن استغرابه من تكذيب تسجيل زيادات في الأسعار مؤكدا أن نسبة ارتفاع الأسعار قد وصلت إلى نحو 60 % بين 2017 و2019، مشير ا إلى ان الزيادات قد شملت اكثر من 50 % من احتياجات التلميذ المدرسية مستثنيا بذلك الكراس المدرسي المدعم.
واستعرض رئيس الغرفة عددا من أسعار اللوازم المدرسية بين سنوات 2017 و2018 و2019، على غرار أسعار الكراسات ، مثال ذلك كراس 5/5 لـ100 صفحة ، فقد ارتفع سعرها على مستوى العموم من 2180 في 2017 إلى 2642 في 2018 إلى 3210 في 2019، بالنسبة للصنف ذاته 200 صفحة من الحجم الصغير ، فقد صعد السعر من 5017 مليم في 2017 إلى 6064 مليم في 2018 لتمر إلى 7341 مليم في 2019.
كما شهدت كراسات المحفوظات ارتفاعا، حيث تدرج السعر من 1329 مليم في 2017 إلى 1608 في 2018 لتصل إلى 1958 مليم في 2019، كذلك كراس الأشغال التطبيقية من الحجم الصغير، فقد تطورت أسعاره من 1783 مليم 2017 إلى 2156 في 2018، ثم صعدت إلى 2619 في 2019، كما زاد الصنف ذاته من الحجم الكبير 1240 مليم بين 2017 و2019.
أما بالنسبة لباقي اللوازم المدرسية من أقلام ومعدات مدرسية، فإن الزيادة المقدرة بين 2018 و2019 تتراوح بين 15 و30 % وفقا لرئيس الغرفة .
وفي ما يتعلق بأسباب هذا الارتفاع، فقد أوضح العباسي أن الأمر يرتبط بدرجة أولى بالزيادات في المواد الأولية والتي رغم أنها تتطور بشكل معقول في بلدان المنشأ، إلا أن الزيادات التي تحدث في تونس تكون عادة بشكل غير مدروس ، مشيرا إلى ارتفاع الاداءات عند استيراد الورق الأمر الذي ساهم في ارتفاع الأسعار ، وعلاوة على ذلك تلعب المساحات التجارية دورا مهما في غلاء أسعار اللوازم المدرسية بنسبة 30 % بإعتبار أنها أصبحت المقصد الأساسي للمشتري التونسي وهو ما يعطيها إمكانية واسعة للتحكم في الأسعار.
وكان المدير العام للمنافسة والأبحاث الاقتصادية بوزارة التجارة ياسر بن خليفة قد نفى وجود زيادة في أسعار الأدوات المدرسية بــ30 %، مشيرا إلى أنّ كلّ المؤشرات والنسب المئوية التي تم تداولها في هذا الخصوص مغلوطة، وأنّ هناك هياكل ومؤسسات تابعة للوزارة هي التي تقدم هذه النسب والأرقام.