انطلاق زيارة الغريبة السنوية للطائفة اليهودية بتونس، وتشكل هذه التظاهرة الدينية والاحتفالية الكبيرة واحدة من أهم المواسم لليهود في تونس والتي تحظى بالزيارة كل سنة.
وتتميز هذه الاحتفالات بطقوس خاصة منها إيقاد الشموع والصلاة وقراءة التوراة وذبح القرابين ، كما يقوم الحاجون من اليهود بكتابة أمانيهم وتطلعاتهم للمستقبل على قشور البيض المسلوق الذي يرمى به في غرفة خاصة من البيعةفضلا عن السهرات الفنية ذات الطابع التونسي الاصيل . كما بات الحدث أيضا معلما سياحيا يستقطب ألاف الزوار خاصة من السياح لاسيما الأوروبيين الذين وفدوا على الجزيرة لقضاء عطلهم بالجزيرة ذات الصيت العالمي.
واستعدت الجزيرة للحدث خاصة على المستوى الأمني لحماية الوافدين إلى «البيعة» من اليهود التونسيين والزوار حيث أكد وزير السياحة والصناعات التقليدية روني الطرابلسي أن المناسبة ستشهد وفود أكثر من سبعة ألاف زائر وأن جانبا مهما منهم سيفدون من الخارج فضلا عن العديد من الشخصيات الرسمية والثقافية والإعلامية والدينية خاصة من صربيا وروسيا وأمريكا .
ودأبت تونس منذ سنة 2002 على إحاطة الاحتفالات بكل أسباب الأمن القصوى وقد أكد وزير الداخلية هشام الفوراتي، خلال تفقده للاستعدادات الأمنية لتأمين زيارة معبد «الغريبة» إن الحجوزات بالفنادق وعلى متن الطائرات تشير الى أن جزيرة جربة ستكون ممتلئة في هذه الفترة لافتا إلى ان عددا من النزل توقفت الحجوزات عندها
وأكد وزير السياحة والصناعات التقليدية وصول 1500 زائر، يوم الأحد، عبر مطار جربة جرجيس وألفا آخرين عبر مطار تونس قرطاج، لحضور الزيارة السنوية إلى «معبد الغربية» وتوقع الطرابلسي أن يزور «الغربية» من 19 إلى 26 من الشهر الجاري ما بين 6 آو و 7 آلاف زائر وهو ضعف عدد زوار السنة الماضية .
لماذا هذه الاحتفالية
رغم الغموض الذي يلف المعلم فان أساطير عدة تتحدث عن وصول شابة يهودية ابنة حبر يهودي لجزيرة جربة في ظروف غامضة حيث عاشت في عزلة تامة إلى أن توفيت ودفنت بالمكان، الذي تحول فيما بعد إلى «بيعة» يتوافد عليها اليهود للصلاة والتبرك بها بعدما باتت قصتها ملحفة بالعديد من الخوارق والمعجزات. هذا ويعتبر يهود جربة من أقدم الجاليات القديمة في العالم حيث تذكر الروايات أنهم جاؤوا الجزيرة بعد انهيار معبد سليمان سنة 586 قبل الميلاد فيما تذكر قصة أخرى أن اليهود الوافدين على الجزيرة وصلوا إليها بعد أن غزا «نبوخذ نصر» ملك بابل في العراق مدينة القدس وهدم معبد سليمان مما اضطرهم إلى الهجرة في الأصقاع حيث اختار جمع منهم الجزيرة ملجأ لبعدها عن القدس وصعوبة الوصول إليهم .
ويحرص يهود الغريبة خلال الاحتفال على عرض الحجر الذي يتضمن أحد أقواس هيكل سليمان الذي تم جلبه من مخلفات المعبد بالقدس وتعد هذه الفقرة ابرز فقرات الاحتفال السنوي للغريبة.
والجدير بالملاحظة أن معبد الغريبة تعرض يوم 11 أفريل 2002 لهجوم إرهابي تبناه تنظيم القاعدة بواسطة سيارة صهريج وخلفت العملية 21 قتيلا منهم 14 سائحا ألمانيا وفرنسيين اثنين وخمسة تونسيين، وقد أثرت تلك العملية في السياحة التونسية لسنوات عديدة كما تأثرت زيارة المعلم وتناقص عدد زوارها الذين كانوا يفدون سنويا من أوروبا ومناطق أخرى من العالم للمشاركة في الاحتفالات.