مع البطالة المستفحلة والمعيقة لتطلعاتهم في غد أفضل، ورغم أن مجمل الآليات ، سواء منها العمومية أو الخاصة وكذلك الدولية تستقطب عددا محدودا من الشبان الغامرين فإن النجاح الكيد يلف معظمها وخاصة بالاستثمار في المؤسسات الناشئة التي هي اليوم تمثل أحد المخرجات المهمة للاقتصاد من جهة ومخزنا كبيرا لتشغيل الشباب.
انتظم أمس الأول بالبحيرة بمقر الحاضنة التي تم اختيارها من قبل لجنة تحكيم من خبراء في القطاعين العمومي والخاص تضم مجمعا من «Afkar- deloitte- vogite-Mazam» كشريك أساسي لمرافقة رجال الأعمال والباعثين التونسيين المقيمين بالخارج في جميع مراحل تطوير وبعث مشاريعهم في تونس ودعمهم ماليا عبر آلية مخصصة للغرض.كما يسعى المشروع الذي تنفذه الوكالة الفنية الألمانية بشراكة مع وزارة الصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة إلى تعبئة التونسيين بالخارج لوضع مواهبهم ومعارفهم في خدمة التنمية والتجديد في بلادهم من خلال بعث مشاريع مجددة ذات قيمة مضافة كتمكينها من لعب دور محوري في تنمية الاقتصاد الوطني فضلا عن بعث مواطن الشغل.
واللافت في الأمر ، أن البرنامج منفتح على الشبان التونسيين المقيمين بالخارج في كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وسويسرا من خلال مبادرة جديدة أطلق عليها أسم «مشروع تطوير فرص التشغيل والاستثمار لتعبئة الجالية التونسية بالخارج ، تبلغ مدتها 42 شهرًا، ومتعدد المانحين ممثلا في وزارة التنمية الاقتصادية الألمانية عبر مشروع «التجديد والتنمية الاقتصادية والجهوية والتشغيل» ، والإتحاد الأوروبي عبر برنامج « تطوير الهجرة «ProGreS Migration» والاتحاد الاوروبي، وتنفذه الوكالة الفنية الألمانية «GIZ» حيث يهدف البرنامج ، إلى تعزيز إدارة الهجرة وتطوير الفرص الاجتماعية والاقتصادية للمهاجرين المحتملين من خلال أربعة مجالات للتدخل هي تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للهجرة ثم تطوير فرص العمل والاستثمار من خلال تعبئة المهاجرين و ثالثا الاستعداد لاستقبال وإعادة إدماج المهاجرين التونسيين اجتماعيا واقتصاديا و رابعا تطوير إدارة الهجرة.
وأكد بالمناسبة حسام العودي مدير عام أفكار خلال الحفل الذي انتظم بالمناسبة أن دعم مشاريع التونسيين بالخارج سيتم بالإضافة إلى المحضنة «Incubateur» عبر عقد شراكات إستراتيجية مع الجهات الفاعلة في مجال الاستثمار وريادة الأعمال . كما سيتم فتح فروع للمحضنة بالعديد من مناطق البلاد وفي البلدان المستهدفة بالمشروع حيث سيتم إطلاق المشاريع في بلاد الإقامة مع تقديم دعم مشخص لأصحابها قبل تطويرها لاحقا في تونس.
أما سفير المفوضية الأوروبية «باتريس بارغامو» فقد شدد في كلمته على أهمية المبادرة باعتبارها نافذة مهمة للجالية التونسية بالخارج لربط الصلة ببلادها وتنميته مشددا على مواصلة الاتحاد الأوروبي على دعم مشاريع الشباب التونسي حيث تم توفير 15 مليون يورو لفائدة تنمية الشركات الناشئة مبرزا في نفس الوقت الحاجة إلى تجاوز الأوضاع عبر تغيير الواقع و المرافقة والجالية بالخارج هي واحد من هذه العوامل المرافقة.
والجدير بالملاحظة أن أكثر من مليون و200 ألف تونسي مقيم بالخارج 87 % منهم موزعون على فرنسا وإيطاليا وألمانيا وتمثل تحويلاتهم إلى تونس حسب إحصائيات سنة 2017 ، 4مليارات و 5 مليون دينار وهو ما يمثل 5 % من الناتج المحلي و20 % من الادخار الوطني .كما تحتل تحويلات التونسيين بالخارج المرتبة الرابعة في عائدات البلاد من العملة الصعبة.