رئيس كنفدرالية المؤسسات المواطنة التونسية (كوناكت) صباح أمس في ندوة صحفية عقدها بمقر الكنفيدرالية بالمنزه للتعريف بنشاط المنظمة العام الماضي والسنة الجارية. وأضاف الشريف أن تونس ما عادت تحتمل مثل هذا الوضع المتأزم ونبه من مخاطر دخول نفق مظلم قد يصعب الخروج منه سريعا ولننظر إلى اليونان وما حصل فيها لتكن التجربة اليونانية نصب أعين الجميع حتى لا نلقي باللائمة فيما بعد على بعضنا البعض.
وأبرز في سياق متصل أسباب تردي الوضع الحالي إلى عدم تقدير السياسيين خطورة المرحلة وتأثيراتها الحالية والمستقبلية على التشغيل والاستثمار، داعيا إلى وجوب التحلي بالحكمة وبعد النظر خاصة وأن مشاكل البلاد معلقة على سببين رئيسين وهما الأجور بالوظيفة العمومية والمؤسسة العمومية اللذين يتطلبان لحلهما شجاعة وجرأة من طرف الحكومة. وبين رئيس الكنفدرالية أن الدولة اليوم غير قادرة على مواصلة إنهاك المالية العمومية بالقروض لتوفير أجور نحو 750 ألف موظف. لا بد من إيضاح الأزمة وحلولها للمواطن لأن الاستمرار في ضخ الزيادات في الأجور سنويا للحد من تعفن الطاقة الشرائية غير مجد بالمرة لا بد من حل جذري يسمح على مدى منظور بالتقليص من عدد العاملين بالوظيفة العمومية عبر خطة يستمع فيها لمختلف الآراء، كما يجب اليوم اتخاذ قرارات موجعة لأن مواصلة التمشي الحالي سيكون عقبة كأداء في وجه النمو والتنمية عموما فتونس اليوم بحاجة إلى نسبة نمو بـ7 % سنويا للخروج من الوضع المتردي والبلاد قادرة على ذلك فقط بإخلاص النية والعمل وبلدان عدة تحقق مثل هذه النسبة وهي ليست أفضل .
وتطرق في جانب آخر من مداخلته للتأكيد على عدم اهتمام الكنفيدرالية بالسياسة لان الشأن الاقتصادي والخروج بالبلاد من أزمتها يمثلان أهم المسارات التي تعمل المنظمة على تفعيلها رغم الوضع القاتم ودعا إلى وجوب الاهتمام أكثر بالشراكة بين القطاعين الخاص والعام إذا لا مجال اليوم أن يواصل القطاع العام المنهك أن يتغذى من دافعي الضريبة، فالحديث عن إعادة الهيكلة للقطاع ستكلف البلاد خسائر كبيرة والمؤسسة العمومية ستبقى رهينة وضعها المتردي، لا بد اليوم من مصارحة الشعب بحقائق الوضع وبيان المخارج الضرورية للأزمة وإلا فالنفق التي مرت منه اليونان ينتظرنا.
وكان أعضاء المكتب التنفيذي للكنفدرالية قد ابرزوا في عروضهم أهم البرامج التي أنجزت العام المنصرم وبخاصة اللقاء الدولي «فيتوراليا» الذي حقق نتائج مهمة للغاية وما إقرار تجديد التظاهرة مرة أخرى في تونس نهاية السنة الجارية إلا دليل على نجاحها. وتم بالمناسبة التشديد على أهمية التصدير خاصة وأن بلدانا كثيرة في حجم تونس باتت في مقدمة الدول المصدرة مبرزين أهمية السوق الإفريقية والسوق الخليجية بالنسبة لتونس والتي يجب العمل عليها بأكثر جدية وفاعلية . كما تم استعراض أهم برامج الخطة للسنة الجارية وخاصة تنظيم الدورة السابعة من ملتقى المسؤولية المجتمعية وكذلك الدورة الثانية لـ«فيتوراليا».
وختم طارق الشريف بالتأكيد على غياب خطة تسويقية وترويجية للوجهة التونسية في العالم ذلك أن مناسبة ندوة «فيتوراليا» الأخيرة أكدت ذلك حيث أن كثيرا ممن شاركوا فيها خاصة من رجال الأعمال لم تكن لديهم صورة واضحة عن إمكانيات البلاد التصديرية والصناعية ودعا إلى وجوب العناية بهذه الموضوع وإيلائه ما يستحق من اهتمام.