البارزين في فرنسا لنقيس من خلاله حقيقة الأوضاع والأرقام التي بين يدينا ، رغم أننا لا نقوم هنا بالتشكيك فيها بالمرة إذ هي حقيقة لكن فقط نريد أن نضع بعضا من النقاط على حروف القطاع الذي ما يزال بعيدا عن مؤشرات 2010 في مؤشرين اثنين على الأقل وهما العائدات السياحية التي تبقى دون ما كان في السابق بفعل تدهور سعر الدينار ، أما المؤشر الثاني فهو عدد الليالي المقضاة بالنزل وقدرة إنفاق السائح في اليوم .
ووفقًا لمقياس Orchestra Gestour الذي تم إنتاجه لشركات الرحلات ، فإن نتائج نشاط الوكالات خلال شهري جويلية وأوت لم ترتق إلى المأمول فتأثير كأس العالم في شهر جويلية كان بيّنا، حيث سجلت الوكالات انخفاضا بنسبة 3 % في عدد المغادرين رغم زيادة 7 % في الحجوزات.
وكانت الوجهات الثلاث الأولى للمسافرين في المتوسط هي إسبانيا واليونان وإيطاليا. ومع ذلك عانت إسبانيا في شهر جويلية الكثير من كأس العالم بفعل انخفاض مسجل لديها قـدره 9 % فـي عـدد المغادريــن . وإن حـافظــت الوجهة التونسيـة علـى موقعها وواصلت صعودهــا مـن حـيـث المغادرين + 36 % فيما عرفت الحجوزات زيادة 25 % ، فأن السياح الأوربيين الذين كانوا القاطرة التي تجذب القطاع من حيث العائد ما يزال عددهم محدودا إذا ما قيس بما قبل 2010 فمن نحو 4 ملايين سائح أوروبي في السنة لم يصل عددهم اليوم النصف وهذا ناتج عن عدم رجوع أسواق بريطانيا أولا وإيطاليا وبلجيكا و أسبانيا بالأساس.
فالثمانية ملايين سائح هم فعلا في الأفاق وبلوغ الرقم أمر مؤكد لكن العائد من هذا الرقم يبقى محدودا لأن الليبي والجزائري رغم توافدهما بكثافة فما يتركانه بالسوق الموازي للصرف أهم وأكبر من الحاصل في القطاع المنظم وهو ما يتطلب تحركا سريعا عبر التوعية والإرشاد لهؤلاء الأشقاء بوجوب صرف العملة في البنوك عبر إجبارهم على صرف مبلغ محدد في البنوك قبل اجتياز الحدود.
الموسم السياحي الحالي هو بالتأكيد الأفضل من بين كل المواسم التي أعقبت 2011 ويجب البناء عليه مبكرا خاصة وأن التسريبات تتحدث اليوم عن موسم أكثر أهمية لما بعد موسم الذروة والسنة القادمة خاصة من أوروبا .