الدولي زياد العذاري والمدير العام لمنطقة شمال إفريقيا بالبنك الإفريقي للتنمية محمد العزيزي ونائب عمدة مدينة «بوسان» الكورية الجنوبية «Park Jae-min» صباح أمس بمقر الوزارة بحضور وزير الفلاحة سمير الطيب و«CHO KOO RAE» سفير كوريا الجنوبية بتونس، على مذكرة تفاهم يتم بموجبها إطلاق بداية الشهر القادم ،المشروع النموذجي لاستخدام الطائرات المسيرة في المشاريع الفلاحية في المرحلة الأولى بولاية سيدي بوزيد التي تمثل أهم منطقة زراعية سقوية في تونس والتي تبلغ المساحات الزراعية فيها نسبة 30 % من حجم المساحة الجملية في البلاد والتي بات الجفاف يهددها بشكل متسارع.
ويتولى صندوق التعاون الكوري الجنوبي وإفريقيا «KOAFEC» الذي يديره البنك الإفريقي للتنمية تمويل المشروع عبر هبة بمليون دولار أي حوالي مليونين و600 ألف دينار تشمل ثلاثة عناصر أساسية هي الطائرات والمنظومات الإعلامية والخدمات المتمثلة في التطوير ونشر الحلول ودورات تكوينية لتسيير الطائرات وصيانتها والتي ستتولى الدولة وحدها تشغيل وامتلاك هذه الوسائل .
وأكد الجانب الكوري على أهمية الطائرات المسيرة اليوم في المساعدة على إدارة المشاريع الفلاحية من خلال توفير المعلومة الحينية والبيانات الدقيقة التي تساهم في اتخاذ الإجراء المناسب في الإبان خلال مختلف مراحل دورة المشروع الفلاحي. وسيعمل من خلال استغلال الطائرة المسيرة على جمع البيانات الخاصة بالقطاع منها قيادة ومراقبة المشروع في المناطق السقوية والتنمية الريفية المندمجة كترشيد استعمال المياه ومواردها والتصرف في الموارد ، إلى جانب رصد التغيرات المناخية وتأثيراتها فضلا عن رصد حالة الأراضي الزراعية ومراقبة المنتوج البيولوجي ومستويات المياه في السدود والمواسم الزراعية والإنتاج وغير ذلك من التدخلات الضرورية في القطاع عامة.
وسيتولى الجانب الكوري الجنوبي من خلال القطب التكنولوجي لمدينة «بوسان» تنفيذ المشروع على مدى عشرة أشهر واختبار الطائرات وتوفير الحلول التكنولوجية اللازمة نظرت لريادة القطب في إنتاج واستخدام وتطوير الطائرات المسيرة ومعالجة البيانات.
وشدد الوزير العذاري على متانة العلاقات التونسية الكورية الجنوبية التي يجسمها هذا التعاون الثلاثي بين تونس والبنك الافريقي للتنمية ومدينة «بوسان الكورية وهو ما سيزيد من حسن تموقع تونس كمركز مهم في إفريقيا . وأضاف أن الاتفاقية هامة جدا حيث ستسمح لتونس بتطوير زراعتها عبر استعمال التكنولوجيات الحديثة ومن ثمة الدخول إلى الثورة العالمية الرابعة في الصناعة والتي ستكون في السنوات الخمس القادمة مرتكزة على تكنولوجيات الاتصال.
أما ممثل البنك الإفريقي للتنمية محمد العزيزي فقد ثمن المبادرة واعتبرها مدخلا حقيقيا لدخول الفلاحة التونسية عصرا جديدا تقوم على الرقمنة وأن استعمال الطائرات المسيرة سيمكن من الوصول إلى المناطق النائية والوعرة ويحسن من مردوديتها الإنتاجية . وابرز في سياق متصل أن البنك الإفريقي يدعم المشروع وسيعمل على تطوير نتائج هذا المشروع في ضوء التقدم المسجل في مراحل الانجاز.
وأشاد نائب عمدة «بوسان» بمبادرة تونس في استعمال الطائرات المسيرة في الفلاحة مثمنا التوجه الحكومي الذي ستكون له نتائج مهمة في المستقبل ،واعدا بمواصلة التعاون بين المدينة الكورية والقطب التكنولوجي بها والاستفادة من تجارب البلدين والشعبين الصديقين.