الهادي الهريشي في تصريح لــ «المغرب» مغادرة شركة بتروفاك البريطانية للطاقة تونس وتسليم حصتها في حقل «الشرقي» بجزيرة قرقنة إلى شركة بيرنكو.
يقول خبراء أن قرار مجموعة بتروفاك النفطية البريطانية تعليق نشاطها نهائيا بتونس بمثابة الضربة الموجعة لتونس, تعكس تدهور مناخ الأعمال في البلاد وقصور الحكومة على الحفاظ على الاستثمارات الأجنبية وحماية إحدى أقدم الشركات الأجنبية في البلاد, رأي نفاه المدير العام للمحروقات مؤكدا أن خروج بتروفاك من تونس هو قرار من بتروفاك الأم يقضي بتغيير إستراتيجية عملها ولا علاقة للمناخ العام ولا للمسؤولية الاجتماعية ولا بإرتفاع التكاليف بقرار المغادرة .
وأضاف الهريشي قائلا «أنه لو كان الحراك الاجتماعي سببا في خروج بتروفاك لكانت الشركات البترولية المنتصبة بتطاوين قد غادرت جراء أحداث الكامور».
وأوضح محدثنا أن العمل في قطاع المحروقات والمتعامل به يمكّن الشركات من إحالة حقوقها وإلتزاماتها في شكل سندات محروقات وبتروفاك ليست استثناء, وتابع مصدرنا أن بتروفاك هي شركة تشتغل في صناعة وإقامة المنشآت البترولية, والتوجه الأم لمجموعة بتروفاك يقضي بغلق الفروع الناشطة في مجال الإنتاج من أجل تركيز جهودها في قطاعات أخرى وبالأساس إقامة المنشآت البترولية, مشيرا إلى أن مجموعة بتروفاك تعتزم غلق الوحدات المشابهة للفرع الذي في تونس تكريسا لخصوصية الشركة الأم.
وأشار الهريشي إلى أن المؤسسات البترولية باتت تتجه اليوم إلى قطاع الطاقات المتجددة على اعتبار الامتيازات التي يحتويها القطاع والتي تمنحها المؤسسات الدولية والاتحاد الأوروبي .
وفي ما يتعلق بالشريك الجديد للمؤسسة التونسية للأنشطة البترولية, قال مصدرنا أن الشريك الجديد هو شركة «بيرنكو» وهي شركة فرنسية – بريطانية, تتمتع بالجدية والالتزام ولديها استثمارات كبرى وشريكة لأهم الشركات البترولية على غرار شراكة بـ50 % مع عشتارت و50 % بسرابت وغيرها من الشركات. وستشتري بيرنكو 45 % من حقوق وواجبات «حقل الشرقي» الذي يمثل حوالي 11 % من الإنتاج الوطني من الغاز الموجه للستاغ.
وعن إمكانية رفض اللجنة الاستشارية للمحروقات, قال المتحدث أن الشروط الأساسية الثلاثة التي يجب توفرها للموافقة موجودة وتتلخص هذه الشروط في الكفاءة المالية و الكفاءة الفنية وتوفر علاقات دبلوماسية مع الدولة التي تنتمي إليها الشركة.
من جهتها قالت بتروفاك في بلاغ عبر موقعها الرسمي, أن شركة «بتروفاك» باعت لشركة «بيرنكو» جميع حصتها البالغة 45 % من أصول حقل «الشرقي» في تونس وبينت أن بيع الحصة يندرج في إطار مرحلة جديدة في إستراتيجية المجموعة في التحول إلى نموذج أعمال خفيف عن طريق رسملة الأصول غير الأساسية وإتباع عملية السحب الأخيرة لمشروع السفن البحرية.
ووفقا لبيان الشركة فإن «جميع عمال حقل الشرقي سيتحولون للعمل مع بيرنكو في إطار الاتفاق الذي سيتم إقراره قبل نهاية العام الحالي», وتتوقع الشركة أن تحقق مكاسب طفيفة على الصفقة .
وقال المدير المالي للشركة ألستر كوشران، إن «هذه الصفقة توضح أننا ننفذ إستراتيجيتنا الواضحة المتمثلة في التركيز على جوهر نشاطنا وأعمالنا الأساسية والحد من الإنفاق».
تجدر الإشارة إلى أن شركة بيتر وفاك من أكثر الشركات التي هددت لأكثر من مرة بالمغادرة منذ السنوات الأولى للثورة جراء الاعتصامات وتعطيل الإنتاج,وكانت قد أعلنت رسميا في 20 سبتمبر 2016 مغادرتها لتونس بعد توقف عن الإنتاج دام أكثر من 8 أشهر متتالية قبل أن تعود و تسحب إعلانها بالمغادرة بعد ما قدمت الحكومة التونسية تنازلات لفائدة المعتصمين من اجل فض اعتصامهم وعودة الشركة للعمل من جديد على إعتبار أن إغلاق الشركة سيمثل ضربة مالية أخرى للبلاد في الوقت الذي تتعهد فيه الحكومة باتخاذ القرارات اللازمة لتوفير وظائف والمضي قدما في إصلاحات اقتصادية وتعزيز النمو.
بتروفاك أصبحت المرآة التي تعكس واقع الاستثمار في تونس , بتروفاك هي التي تسوق للمستثمرين الأجانب وتدعوهم إلى الاستثمار في تونس, بتروفاك تونس هي فرع من بين عدة فروع موجودة بإفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط , ففي حال خروج بتروفاك من تونس فقط وبقائها في مختلف البلدان التي تنشط في المجال ذاته الذي تنشط به في تونس ,فسيكون على الدولة لتونسية أن تستعد لمواجهة تبعات أحداث مضت عليها سنوات...