تشهد الطرقات التي توجد على جوانبها النخيل عمليات مداواة وحملة وطنية الهدف منها مكافحة سوسة النخيل الحمراء وعلى الرغم من أن هذه الآفة وحسب الخبراء مازالت بعيدة عن الواحات في الجنوب إلا أن خطر انتقالها وارد أمام تعدد التهديدات.
أكد طارق شيبوب مدير عام حماية و مراقبة المنتجات الفلاحية بوزارة الفلاحة في حديث لـ«المغرب» أن سوسة النخيل الحمراء تم العثور عليها عام 2011 ديسمبر في منطقة قرطاج. مبينا انه تم انذاك اتخاذ إجراءات بالإمكانيات المتوفرة إلا انه لم يتم القيام بالحملات التحسيسية على نطاق واسع تجنبا لترويع المنتجين مشيرا في الوقت نفسه انه لم يتم آنذاك إتباع إجراءات لازمة لحصر الحشرة في مكان واحد فنجحت في الانتقال الى الضواحي المجاورة، وبالعين المجرّدة يمكن ملاحظة شجرة النخيل التي أصيبت بسوسة النخيل الحمراء اذ تبدأ بالذبول ويتحول اللون الأخضر الى الاصفرار. وأشار المتحدث إلى انه لم يتم اخذ إجراءات لاستئصال الآفة وتم القيام بأشغال للتعريف بها.
وأكد المتحدث انه لم تسجل اية حالة بالواحات بالجنوب الا انه أشار في الوقت نفسه إلى أن الواحات التونسية مهددة من واجهتين الاولى الواجهة الغربية والمتمثلة في خطر آفة البيوض الموجود بالواحات الجزائرية والواجهة الثانية ليبيا فسوسة النخيل الحمراء توجد في طرابلس التي تبعد عن تونس 170 كلم على تونس.
ولفت المتحدث الى انه في تونس يوجد خبير واحد تناول سوسة النخيل الحمراء بالدرس وأجرى بحوثا حولها .
وأوضح المتحدث الى انه وبصفته مختص في حماية النباتات يفضل الاستئصال الكلي للنخيل المعد للزينة مشيرا إلى أن الهدف ليس المحافظة على الجمالية فالهدف الاهم حماية الواحات. مبينا ان آفة الحجر الزراعي لا يمكن التعامل معها بالمكافحة المتكاملة.
واستعرض ما شهدته الآفة من تطور في الانتشار فقد كانت سنة 2011 في حدود 40 حالة وارتفعت في العام 2012 الى 250 وفي العام الموالي 1100 واستقرت في العام 2015 عند 2000 شجرة نخيل مصابة. وذكر شيبوب انه توجد الآن خطة وطنية لسوسة النخيل الحمراء. وهي من ضمن أولويات عمل الوزارة وترتكز الخطة على الاستكشاف الذي يسمح بقابلية القضاء على الأطوار المتقدمة للحشرة ثم القص والرحي وهي الية جديدة ثم المداواة.
وبخصوص الأدوية اكد المتحدث ان الأدوية التي تم اختبارها أعطت نتائج معقولة مشيرا إلى انه الآن يتم اعتماد مبيدات تحمي النخلة لمدة عام بعد ان كان المبيد المستعمل سابقا يحمي النخلة لأربعة أشهر فقط.
من جهته أفاد توفيق التومي كاتب عام الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بقبلي في تصريح لـ«المغرب» أن الافة التي تهدد النخيل متأتية اساسا من نخيل الزينة الذي تم توريده وابدى استغرابه من عدم اعتماد المشاتل التونسية بدل التوريد مؤكدا انه حتى في الجهات التي تنتج التمور (قبلي وتوزر) يتم اعتماد نخيل الزينة غير التونسي ودعا الى ضرورة اقتلاعه كحركة تحسيسية بان افة تهدد الواحات، ولفت المتحدث الى ان وزارة الفلاحة التي خصصت 4 ملايين دينار لمقاومة سوسة النخيل الحمراء لم يتم تخصيص قسط من هذا المبلغ المرصود للجهات المنتجة للتمور.
وقال التومي أن مقاومة الآفة هي معركة وجود بالنسبة لأهالي قبلي وتوزر باعتبار ان سبب وجودهم في هذه الجهات إنتاجهم للتمور. مبينا انه من المنتظر ان تقوم لجنة من وزارة الفلاحة بزيارة الى هذه الجهات مقترحا ان تتم دعوة المرشدين الفلاحيين بالجهة الى الاماكن التي تتم فيها عمليات المداواة للاطلاع عليها. اما في ما يتعلق بتهديد افة البيوض قال المتحدث ان هذه الافة تهدد مشروع رجيم معتوق الذي يضم 2500 نخلة مقترحا ايضا ان يتم التعاون مع الجزائر لاجل حماية الواحات في البلدين.
وتجدر الإشارة الى ان مساحة الواحات بقبلي تقدر ب 60 الف هكتار و20 الف هكتار بتوزر وتستأثر قبلي بـ 70 % من إنتاج التمور على مستوى وطني.
مشروع رجيم معتوق:2500 نخلة
واحة قبلي: 60 الف هكتار (تستأثر قبلي بـ 70 % من إنتاج التمور على مستوى وطني).
واحة توزر: 20 الف هكتار بتوزر.