فإن الموسم لم يكن في مستوى التطلعات التي رسمت في بدايته نتيجة عدة عوامل لعل أبرزها تأخّر توفير البذور ونقص الأمطار.
أكد عادل المسعودي نائب رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري لـ«المغرب» ان الموسم الحالي هو الموسم الثالث على التوالي المجاح. مبينا انه نتيجة حتمية لخمس سنوات من النهج الذي تم اتخاذه لافتا انه الى جانب نقص التساقطات وتأخرها فان الظروف الطبيعية ليست لوحدها التي سببت الأزمة بل ان استعدادات وزارة الفلاحة لم تكن جيدة اذ لم يتم توفير البذور الممتازة والمراقبة في وقتها هذا بالإضافة إلى ارتفاع المضاربة التي تسببت في ارتفاع الأسعار وهو ما اضطر الفلاح إلى بذر أنواع من البذور ذات جودة ضعيفة، أما بخصوص توفير الأسمدة فقال المسعودي أن سلطة الإشراف لم تقم بوضع الإمكانيات اللازمة لإيصالها إلى الفلاح. المناطق المجاحة هي خاصة سليانة والكاف الجنوبية وزغوان، وأشار المتحدث إلى أن نسبة التراجع المتوقعة مقارنة بالموسم الفارط ستكون في حدود الـ20 %.
وكانت مساحات الحبوب المبرمجة للموسم الفلاحي 2017 /2018 قد قدرت بحوالي 1,4 مليون هكتار منها قرابة 74 ألف هك مروية، موزعة حسب الأصناف بين 627 ألف هكتار القمح الصلب 99 ألف هكتار القمح اللين و 664 ألف هكتار الشعير و14.6 ألف هكتار التريتيكال.
أما بالنسبة الى موسم الزيتون فيؤكد المتحدث أن الموسم كان ممتازا واستثنائيا الا أن بلوغ الإنتاج عتبة الـ400 الف طن جعل إمكانيات تصريف المنتوج غير كافية مبينا انه توجد اليوم صعوبات لتسويق نصف المحصول.
أما بالنسبة الى التمور فقال المسعودي أن الإنتاج بلغ الى حد الان 95 الف طن ومن المنتظر ان يبلغ معدل عائدات القطاع من العملة الصعبة 20 % مقارنة بالموسم الفارط. وتحسن الانتاج سيوفر مخزونا بـ 35 الف طن من شأنه أن يؤثر في الموسم القادم حيث من المنتظر ان يكون عاملا في الضغط على الاسعار.
أما عن الغلال الصيفية فقد اشار المتحدث الى ان المشكل الذي يواجهه المنتجون هو عدم توفير النقل خاصة بالنسبة إلى الأسواق الخليجية والسوق الروسية والاروبية بدرجة اقل وهذا الاشكال ادى الى خسارة السوق الخليجية نهائيا. وأعلنت وزارة الفلاحة امس تسجيل ارتفاعا في كميات صادرات الغلال للموسم الحالي بنسبة 180 % مقارنة بالموسم الفارط، وتطورا من حيث القيمة بلغ الـ 97 %.