المالية السعودي مذكرة تفاهم تقضي بمنح الصندوق السعودي للتنمية هبة للمساهمة في تمويل مشروع ترميم جامع الزيتونة والمناطق المحيطة به في تونس بمبلغ قدره 5 مليون دولار.
قال زياد العذاري على هامش أعمال الاجتماع السنوي الثالث والأربعين لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية إن هذه الاتفاقية ترمي إلى ترميم جامع الزيتونة و المناطق المحيطة به بالمدينة العتيقة و الأسواق وجميع ما يحتاجه من إجراء لدراسات علمية شاملة للجامع و للمعالم المطلوب ترميمها وسيكون ذلك حسب الوزير عبر مكاتب دولية متخصصة في ترميم الآثار بما يتماشى مع متطلبات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم اليونسكو.
أضاف العذاري أنه سيتم التعاقد مع مكاتب فنية متخصصة في تنفيذ أعمال الترميم المعالم التراثية. كما بين الوزير أن المشروع يتكون في مرحلة أولى من أعمال الترميم والأعمال المدنية وأعمال الموقع العام والتي تغطي جميع أشغال ترميم اللازمة وأعمال الإنشاءات المدنية وجميع مايلزم ذلك من أعمال مصاحبة لها, أما المرحلة الثانية فهي تتعلق بالدراسات الأثرية والخدمات الهندسية والإشراف وستشمل هذه المرحلة الدراسات الأثرية والخدمات الهندسية من دراسات وتصميم وإعداد لوثائق المناقصات والإشراف على تنفيذ الأشغال وينتظر أن يستمر إنجاز عملية الترميم انطلاقا من يوم أمس (تاريخ توقيع الاتفاقية) إلى غاية 2022.
قال العذاري في تصريح صحفي أن هذا التمويل جاء في شكل هبة بقيمة تتجاوز 12 مليون دينار مبينا أن أهمية هذا الترميم لاتكمن فقط في رمزيته الدينية والثقافية لكن بإمكان هذا الترميم أن يعيد الحياة الاقتصادية لهذه المعالم وذلك لاعتبارها معالم جاذبة للسياح.
يذكر أن عملية دعم المملكة العربية السعودية في مجال ترميم المواقع الدينية ليست الأولى من نوعها حيث سبقتها تجربة تهيئة جامع عقبة ابن نافع بالقيروان وصيانة المدينة العتيقة وقد اعتبرت هذه التجربة أول الغيث في التعهدات الدولية التي وعدت بها تونس خلال الندوة الدولية للاستثمار «تونس 2020» التي انعقدت يومي 29و30 نوفمبر2016.
من جهته أفاد وزير الشؤون الدينة أحمد عظوم في تصريح لـ«المغرب» أن هذه الهبة لترميم جامع الزيتونة المعمور ليست الأولى ولكن أهمية هذه الهبة تكمن في رمزية هذه المعالم وما تحمله من معاني وقيم,فعملية الترميم لجامع مثل جامع الزيتونة بكل ما يحمله من تاريخ اعتدال في ثقافته لا يمكن إلا أن يثمن , مضيفا أن معلما مثل جامع الزيتونة هو مدرسة تشع على العالم العربي وعلى دول غرب إفريقيا .
بخصوص باقي المعالم الأثرية والدينية التي هي في حاجة إلى الترميم أو إعادة التهيئة, قال عظوم أن ضعف الميزانية المخصصة لتهيئة المعالم الدينية والذي بلغ مليارو400 ألف دينار لا يمكن أن يغطي جميع حاجيات المعالم الدينية العريقة,مبينا أن الهبة التي قدمتها المملكة العربية السعودية لتهيئة جامع الزيتون المعمور تعادل 6 أضعاف الميزانية التي تم تخصيصها في وزارة الشؤون الدينية.
لفت وزير الشؤون الدينة لدى حضوره توقيع مذكرة التفاهم أن تهيئة جامع الزيتونية سينسحب على المعالم الأثرية والدينية المجاورة له.
فيما يتعلق بموسم الحج والتسعيرة المنتظرة لهذا الموسم, قال عظوم انه لم يتم تحديد تسعيرة الحج بعد وذلك تبعا لوجود عدة أطراف متداخلة في عملية الحج, شركة الخطوط الجوية التونسية والشركة الوطنية للإقامة والخدمات التي تعنى بتنظيم الموسم من الناحية اللوجستية وفي انتظار استكمال باقي العقود فإننا نتوقع أن نعلن عن التسعيرة في نهاية الأسبوع الجاري أو في مطلع الأسبوع المقبل.