عبد الحكيم الواعر الناطق الرسمي لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية لـ «المغرب»: لابد من الانتقال من الاقتصاد الريعي إلى اقتصاد مبني على التجديد والابتكار

أكد عبد الحكيم الواعر الناطق الرسمي لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية خلال مشاركته في ورشة

«الشراكات الاستراتيجية لدعم الابتكار والتجديد والنهوض بالقطاعات الواعدة ذات القيمة المضافة «ضرورة الخروج من «مصيدة الدخل المتوسط» والانتقال من الاقتصاد المبني على الثروات الطبيعية الى اقتصاد يعتمد أساسا على الابتكار والتجديد .

بين الواعر أن ارتباط الدول النامية والعربية بالثروات الطبيعية يجعل من اقتصادات هذه الدول غير قادرة على مجابهة متطلبات حاجياتها على المدى البعيد وفي حال اعتماد الدول على اقتصاد مبني على مورد طبيعي غير قادر على خلق قيمة مضافة. واقع لا يمكن أن يستمر,الأمر الذي يستوجب على سياسات هذه الدول أن تخرج بحلول بعيدة عن الموارد الطبيعية قد تكون عبر اعتماد تقنيات البلدان المتقدمة أوفي إطار الابتكار والتجديد .

قال الواعر أن البنك يعمل على نقل خبرات من دول معينة إلى دول أخرى حيث ساهم في نقل خبــرة زراعة الأرز مــــن ماليزيا إلـى ســورينام في أمريكا الجنوبية وقد أدت هذه التجربة الى مضاعفة الإنتاجية بثلاثة مرات في الهكتار الواحد, تجربة نقل الطاقات المتجددة بالمغرب الى 14 دولة افريقية وأضاف الواعر أن برنامج أومشروع نقل الخبرات يشمل عدة مجالات ويتطلع البنك الى نقل الخبرات كاملة و توسيع دائرة مجالات العمل.

وعن واقع الاستثمار في تونس ,قال الناطق الرسمي للمجموعة أن الاستثمار يتطلب بيئة حاضنة وآمنة خاصة و أن أصحاب رؤوس الأموال يتطلعون الى مناخ اقتصادي بأقل مخاطر ممكنة وهنا يكمن دور نظام الحوكمة من مجلس النواب وحكومة ومجتمع مدني حتى نتمكن من ضمان تحقق بيئة استثمارية ملائمة.

واعتبرت خبيرة البنك الدولي أن صورة واقع التكنولوجيا في البلدان الناشئة ليست قاتمة بما لاينفي وجود تهديد حقيقي جراء تطور التكنولوجيا وما يمكن أن تخلفه من أثر سلبي في المهن التقليدية لكن مقابل ذلك هناك العديد من الفرص التي ستولد مع التكنولوجيات الحديثة .

كما ذكرت أن الابتكار سيسمح للدول النامية بتقليص الفجوة القائمة بينها وبين البلدان المتقدمة,فالدول النامية لابد أن تستفيد من مكتسبات الابتكار التي تخلقها البلدان المتقدمة إما عبر تعديلها أوتطويرها بما يمكن البلدان الناشئة من دعم قدرات الابتكار ويضمن التحول الإيجابي لهذه المجتمعات .

اللقاء أيضا تطرق الى أحد رواد التجارة الالكترونية في تونس من خلال تجربة موقع جوميا وهو من بين مواقع التجارة الالكترونية الأولى على الصعيد الافريقي ,حيث بين الياس الجريبي مدير الموقع خلال مداخلته أن الهوة في مجال الاقتصاد الرقمي بين الشـــركات الكبرى والشركات الناشئة ليســت بنفــس الاتسـاع القائم بين الدول النامية والدول المتقدمة .

وقـــــــد استعـــــرض الجريبي تجربة جوميا في كينيا,حيث تصل الدفوعات عبر الهاتف الجوال إلى 80 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي ,وأمام الآفاق التي تطرحها هذه التكنولوجيات فإن العمل على سد الفجوة بطريقة حقيقية بات أمرا ملحا على حد قوله.

من جهته ذكر كاتب الدولة للاقتصاد الرقمي الحبيب الدبابي أن الدولة التونسية وضعت إستيراتجية لدعم الابتكار والتكنولوجيات الحديثة مشددا على ضرورة الخروج من «منطق الرخص الى منطق الفرص» ولقد أوضح الدبابي في كلمته أن التجديد عملية معقدة تستوجب التوغل فيها بعمق مع الإسراع معتبرا ان وجود التعقيدات سيجعل قيمة الابتكار تتلاشى على اعتبار عامل الزمن كمحدد مهم في الاقتصاد الرقمي .

ولاحظ الدبابي أن دفع عجلة الابتكار يتم عبر الثالوث الآتي : الدولة والممولين والأفراد،فدور الدولة حاسم في خلق الابتكار وذلك بتوفير إطار قانوني متكامل, وقد عرج الدبابي في هذا الإطار على مشروع قانون الشركات الناشئة الذي سيتم عرضه اليوم على مجلس النواب بالإضافة إلى ذلك سيتم أخر السنة الحالية اصدار مجلة رقمية جديدة ستكون حافزا على التجديد والتجارة .

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115