للتنمية الاجتماع السنوي 43 لمجلس المحافظين الذي يشمل إلى جانب الدول الأعضاء بالبنك البالغ عددها 57 دولة فئات أخرى من المشاركين مثل الاتحادات المهنية وقطاعات الشباب والمنظمات التنموية ومؤسسات التمويل الإقليمية والدولية. وبهذه المناسبة خص رئيس مجموعة البنك الاسلامي للتنمية الدكتور بندر محمد حجار صحيفة المغرب بهذا الحوار الذي تحدث فيه عن علاقة البنك بتونس والرؤية الانية والمستقبلية للبنك وسبل مواجهة التحديات التي تقف في طريق الدول الأعضاء، كما تحدث عن برنامج رئيس البنك للخمس سنوات القادمة.
• شرعتم في تطبيق رؤيتكم الإصلاحية للبنك مع بداية العام 2017 فماذا حققتم منها على مستوى الإطار العام؟
نحن في رؤيتنا الجديدة نعتبر الإعلام شريكا استراتيجيا لتحقيق أهداف البنك والدو ل الأعضاء وتجسيدا لطموحات شعوبنا في النمو والتطور.
خلال العام الأخير سعى البنك حثيثا لتكوين شبكة متنامية من الشركاء في مختلف مجالات العمل التنموي والهدف تعزيز قدرته لكي يكون شريكا قويا وفاعلا لدوله الأعضاء في مجالات التنمية. لقد كان جل همي كرئيس للبنك التخطيط لتوسيع قدرات البنك وتعزيز فاعليته وجاهزيته للاستجابة للحاجات المتزايدة للدول الأعضاء بتحويله لبنك للتنمية والتنمويين، وغاية هذه الفكرة أن يكون البنك سباقاً وقادراً على التنبؤ بالمستقبل، وأن يحتفظ بمكانة مهمة ومؤثرة في وسط التنمويين مثل الحكومات والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والجامعات ومراكز الأبحاث وهذا يدعم قدرة البنك على حشد الموارد المالية والبشرية والتأكيد على دور العلم والتكنولوجيا فالتنمية وتشجيع سلاسل القيم ، لتلبية الاحتياجات التنموية المتزايدة للدول الأعضاء، كما تستهدف الفكرة أيضاان يتسم البنك بالسرعة والتكيف والمقدرة على الاستفادة من التمويل المتاح عند الحاجة، هذا إلى جانب الاستجابة لأولويات الدول النامية. وأستطيع أن أقول إننا استطعنا عام 2017 أن نضع حجر الأساس واللبنات الأساسية لهذا التوجه الجديد ووضعنا الهيكل العام ثم مضينا أكثر وحققنا الكثير من الإنجازات في هذا المجال.
• أين وصل البنك في تحقيق أهدافه المتعلقة بالاستباقية وتحقيق روح المبادرة للبنك؟
لقد عملنا على أساس أن البنك الإسلامي للتنمية يقود ويشجّع التحول النموذجي في التنمية، ولهذا السبب، قام البنك بالمهام والأنشطة التالية:
- إطلاق عدة حملات تحسيسية ، لتسليط الضوء على أهمية التمويل الإسلامي، والمساهمات المحتملة في أهداف التنمية المستدامة.ومن أجل ذلك تم عقد مؤتمرات عالمية تختص بالشراكة بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب مؤتمر عالمي عن الصكوك.
- تمكّن البنك من بناء شبكة تحالفات مستقبلية لمساعدتنا على تحقيق رؤيتنا التي نتخيل من خلالها العالم الذي نريده، ونفكّر في بدائل المستقبل للدول الأعضاء في هذا العالم الذي يشهد تغيراً متسارعاً وقد شملت تحالفات البنك عددا كبيرا من الشركاء سواء على مستوى الدول الأعضاء أو التنمويين على المستوى الاقليمي والدولي.
- وبالإضافة إلى تلك المبادرات، تم اتخاذ عدد من المبادرات الداخلية من أجل تحسين رؤية البنك الإسلامي للتنمية من خلال إستراتيجية جديدة للعلامة التجارية، وعبر سياسة الإفصاح عن المعلومات.
- ولتقريب البنك أكثر من مشارف التنمية، أطلق البنك منهجاً شمولياً يربطه بمجموعة متكاملة من الممولين والخبراء الماليين والمستثمرين المؤسسين في جميع أنحاء العالم.
• عمّ تمخضت تلك الشراكات الجديدة؟
تمخضت عن إطلاق العديد من المبادرات التي يمكن ان نجملها في التالي:
- منصة «Engage» وهذه منصة للمبتكرين بجميع أنحاء العالم لتقديم حلول مبتكرة للدول النامية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهناك أيضا «صندوق التحول»، والهدف من ذلك تعزيز العلوم والتكنولوجيا والابتكار من خلال إنشاء نظام بيئي للابتكار من أجل إحداث تأثير يصب إيجابا لصالح التنمية بالدول الأعضاء.
- منصة «محاربة العمى» «Fighting Blindness» للدعم الجماعي، وهي منصة تتيح لأي شخص المساهمة بالقليل من المال من أجل مساعدة إنسان آخر ورد بصره إليه، وهو عمل إنساني واجتماعي وتنموي فريد.
وهناك منصات أخرى لتحقيق ذات الهدف:
- منصة «شارِك» التي ترمي إلى توجيه ثورة المعرفة وتحويلهاإلىمشاريع فورية في البلدان الأعضاء، بحيث يتم تمويلها من قبل البنك أو يشارك في تمويلها، من أجل إنشاء حلول متكاملة لسلسلة القيمة.
- منصة «المستقبل» وتهدف هذه المنصة إلى ظهور شبكة عالمية من مراكز الفكرفي البلدان الأعضاء بجميع أنحاء العالم، بهدف المشاركة بفاعلية في عملية تطوير إستراتيجية البنك.
• وماذا تحقق في سبيل سرعة الانجاز علما بأن الأداء البطيء والبيروقراطي يمثل إحدى العلل السلبية التي تؤثر في مسار التنمية؟
مسعانا هو أن يصبح البنك سريعاً في أدائه، متكيفاً مع محيطه،وهذا في الحقيقة الهدف من الجهود التي بذلناها وما زلنا نبذلها في مجال اللامركزية في أنشطة وعمليات البنك وظيفياً وجغرافياً، وفي هذا الخصوص أنجز البنك خلال العام الماضي ما يلي:
- أطلق البنك سبعة مراكز إقليمية بالدول الأعضاء، وأربعة مراكز إقليمية افتراضية، وتم تمكين المراكز الإقليمية عبر إطار تجديد لتفويض الصلاحيات، من أجل تعزيز الكفاءة، وفي نفس الوقت المحافظة على الضوابط والتوازنات من المقر الرئيسي للبنك.
- أطلق البنك إطارا جديداً بنهج التحكم المتكامل، من أجل تعزيز المسؤولية وتوسيع نطاق رقابة مجلس المدراء التنفيذيين بالبنك من خلال لجان مستقلة جديدة.
أكمل البنك عملية تقييم لاستدامة المالية لصندوق الموارد الرأسمالية للعمليات OCR وصندوق الوقف، بهدف إعادة تنظيم البنوك وتأهيلها لتحقيق نموخارج الميزانية العمومية، من خلال برنامج التنمويين.
قام البنك بعملية إعادة تنظيم شاملة،وتم إنشاء مجمع جديد مختص بتنمية الشراكة. وإضافةً إلى ذلك،تم إنشاء إدارة جديدة لمتابعة العديد من المعايير العالمية التي تتماشى مع أركان إستراتيجية البنك للعشرة أعوام القادمة.
قام البنك بعملية شاملة لإعادة تنظيم الموظفين وفق هيكل مدروس لضمان جودة وسرعة الأداء وضمان الكفاءة في الانجاز وتم حتى الان استكمال الجزء الأكبر من هذا المشروع.
• هذه بلا شك انجازات قياسية في فترة زمنية وجيزة، فكيف تنظرون من خلال ما تحقق وما تسعون لتحقيقه للمستقبل؟
أنا أنظر للمستقبل بأمل وتفاؤل كبيرين، وأعلم أن هذا الطريق التنموي الذي نسلكه لتحقيق أهدافنا الأساسية مثل محاربة الفقر والجهل والمرض والأمية والمساهمة في توفير البنى التحتية اللازمة لدولنا الأعضاء لتحقيق التنمية واللحاق بالشعوب التي سبقتنا في هذا المضمار طريق طويل ويحتاج إلى صبر وإرادة قوية، ولذلك نحن وضعنا الإطار الاستراتيجي اللازم بحيث يكون البنك ملهما لدوله الأعضاء ومساندا ومشجعا لها لكسر عنق الزجاجة وإحداث الاختراق المنشود بشراكات جماعية تتجمع حولها القوى والجهود والموارد وهذه هي الطريقة الأفضل للنهوض وتحقيق التقدم المنشود.
• كلمة أخيرة:
أنتهز هذه الفرصة لشكر تونس حكومة وشعبا على ما وجدناه وضيوف الاجتماع السنوي من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال.